رسالة ألم من أم فقدت ابنها

المأسوف على شبابه طارق الاعور ووالدته السيدة وفاء حميدان الاعور
المأسوف على شبابه طارق الاعور ووالدته السيدة وفاء حميدان الاعور


بمناسبة الذكرى الأربعين للرحيل المبكر للشاب طارق الاعور، ابن بلدة قرنايل، والده المحامي الراحل عارف الاعور ووالدته المربية الفاضلة وفاء حميدان الاعور التي وجهت إليه الرسالة التالية:

«

سأبقى أحبّك بكل ذرة من كياني.. وسأناضل.

..

قلبي دفن معك يا حبيب الروح.

وعدتني انك ستعود لتمضية الصيف معي ولم تف بوعدك.

ليتك تريثت قبل الرحيل حتى اعانقك واقول لك وداعا.

لم تعد الحياة نفسها، لم تعد الوان الربيع مصدر بهجة فقلبي متشح بالسواد.

لم يعد شروق الشمس او مغيبها يعنيان لي، ولا القمر الذي يطل من خلف السنديان يحلو لي.

ماذا حل بي بعد رحيلك يا حبيبي.

ماذا سيبقى في زوايا المنزل؟

تبقى عبارات الاسف والصمت، تبقى نارا تشتعل في روحي والدموع تملأ الغرف، تبقى فقط الذكريات.

في رحيلك يا غالي فهمت معنى موت الأماكن، موت النفس وموت الروح.

أدركت كيف تموت الحياة ونحن على قيدها.

سأذكرك يا طارق دائما مبتسما كبيرا بنبلك وكبريائك وعزة نفسك وستبقى في قلبي طالما القلب ينبض.

نم قرير العين يا حبيب القلب والروح بجوار ربك في رحاب السماء.

والدتك وفاء توفيق حميدان

»


الاول من ايار.. ورحيل طارق الاعور تاريخان مسجلان

ابى الاول من ايار هذا العام ان يغادرنا وحيداً ، فقد اصطحب معه الشاب طارق الاعور ، ابن المحامي اللامع الراحل عارف الاعور . وابن المربية الفاضلة وفاء حميدان الاعور .

لكأن طارق الذي عانى من المرض الخبيث تعمد الصمود امام هذا الوحش حتى يستحضر الاول من نوار في حالة البهجة ، وهو الاول من ايار حيث يكرم الكد والعرق والجهد .. وكلها من سمات هذا الشاب الذي اصاب فقده كل من عرفه فكيف والدته الفاضلة ، وها هو خاله خالد حميدان يرثيه بكلمات تهز وجدان من في حشاياه النفس البشرية والإنسانية

يقول الخال - وما اخطأ من ردد ان الخال والد ورحمة الله على الاستاذ عارف الاعور -؛ايها الحبيب المسافر إلى نعيم السماء… مهلاً

هل اخترت الابتعاد عنا ، لما تقترفه حضارتنا المزبفة من كفر ونكران ! ام جرك الهروب عن متاع الدنيا ، العابقة بسموم الرذيله المتزايدة ؟

لا شك بأنك ضقت ذرعاً بما حل في هذا العالم من شرور وأحقاد ومآس ، ورحت في رحلة مشبعة بالإيمان إلى حيث النور يفيض حباً وتسامحاً ..

ويخبر الاستاذ خالد حميدان ابن شقيقته " بأن الجميع جاؤوا إلى وداعك وعددوا ما انطوت عليه خصالك العالية بما يرضي الباري تعالى ، فمن استطاع إلى ذلك سبيلاً، تشرع له المحبة أبوابها إلى السماء… فإهنأ بجمال الله ، وبمن حولك من الاولياء المخلصين ، فهؤلاء يؤتون الخير والفوز العظيم "

للفقيد الرحمة ولأهله وعائلته واولاده الصبر والسلوان

المأسوف على شبابه طارق الاعور
المأسوف على شبابه طارق الاعور




تعليقات: