رجل أمن قرب محطة الإرسال بعد السرقة
لم تقتصر السرقات في البقاع الشمالي على السيارات والمحالّ والبيوت، بل وصلت إلى بطاريات محطات إرسال الهاتف الثابت، تاركة مئات هواتف المشتركين من دون «حرارة». عجز الشرطة عن كشف الفاعلين ترك المحطات من دون بديل
البقاع ــ
«بتجي الكهربا بيصير في حرارة، بتروح الكهربا بتنفقد الحرارة. وكأن تقنين الكهرباء لا يكفينا حتى يرافقه تقنين الهاتف». كلمات علي البواري، أحد مشتركي الهاتف الثابت من محطة حدث بعلبك، تعبّر عن المعاناة التي يعيشها أهالي البقاع الشمالي المشتركون في شبكة الهاتف الثابت، والتي تصل «حرارتها» إلى منازلهم لاسلكياً. فالمحطات المنتشرة من حدث بعلبك جنوباً حتى الهرمل شمالاً، تتعرض «دورياً» لسرقة البطاريات التي تؤمن التغذية الكهربائية البديلة (ups في حال غياب التيار الكهربائي).
ومنذ 15 يوماً، وهواتف المشتركين من محطة حدث بعلبك تتعطل عند انقطاع التيار الكهربائي، وذلك بسبب سرقة 8 بطاريات كبيرة (200 أمبير) من المحطة الموجودة في أعالي جرد بلدة حدث بعلبك، التي تؤمّن الخطوط الهاتفية لقرى حدث بعلبك والنبي رشادة وقسم من طاريا، إضافة إلى التليلة وكفردان وجبعا ومزرعة بيت سويدان ومزارع بيت مشيك وقسم من بلدة السعيدة.
وتسري شائعة بين الأهالي مفادها أن رجلاً اعترف بسرقة البطاريات، وأنه يفاوض إدارة الهاتف على تعيينه حارساً على المحطة لقاء أجر شهري، مقابل أن «يكف شره».
مصدر أمني أشار إلى أن اللصوص قطعوا السياج الحديدي ودخلوا الغرفة التي توضع فيها البطاريات داخل صناديق حديدية، ثم كسروا الأقفال ليسرقوا البطاريات. ويذكر أن بطاريات المحطة ذاتها كانت قد سرقت قبل نحو عام، ولم تتعرف الشرطة إلى السارقين. وحينها، عمدت إدارة الهاتف الثابت في البقاع إلى تأمين البديل الذي سرق مجدداً قبل أسبوعين.
محطة حدث بعلبك ليست الوحيدة في البقاع الشمالي التي سرقت البطاريات منها مرتين، وحرم مشتركوها خدمة الاتصال، فقد أكد مصدر في إدارة الهاتف الثابت ـ هيئة أوجيرو ـ لـ«الأخبار» أن «المحطة اللاسلكية في بلدة قرحا سرقت البطاريات منها 3 مرات، ومن محطة حربتا ـ اللبوة 4 مرات، ومن محطة برقا مرتين». ولفت المصدر إلى أنه، وفي كل مرة، كانت تسرق فيها البطاريات «كانت الإدارة تؤمن البديل حفاظاً منها على مصالح المشتركين». وأكد المصدر أنه لن يجري حالياً تركيب بطاريات لمحطة إرسال حدث بعلبك حتى «يرشح أي تطور في تحقيقات قوى الأمن الداخلي»، ذلك أنه من غير الممكن «تأمين رواتب شهرية للصوص»، وخاصة أن سعر البطارية الواحدة يفوق «الـ200 ألف ليرة».
وعلمت «الأخبار» أنه بنتيجة السرقات المتكررة لمحطات إرسال الهاتف الثابت في البقاع الشمالي، عقد اجتماع في مكتب قائمقام بعلبك عمر ياسين، حضره رئيس منطقة البقاع للهاتف عدنان نصار ورؤساء بلديات المنطقة جرى فيه التداول في كيفية تأمين الحماية لمواقع الاتصالات اللاسلكية، بواسطة حراس تعيّنهم البلديات، إلا أن الاقتراح لم يوافق عليه رؤساء البلديات، لكون المسألة من اختصاص الإدارة والقوى الأمنية.
رئيس بلدية حدث بعلبك سليمان زعيتر، أشار إلى أنه لا يمكن البلدية تولي حراسة موقع المحطة لأنه في أعالي جرد البلدة، فضلاً عن أن ذلك لا يدخل ضمن نطاق عملها. وأكد أن السرقة السابقة رتّبت على البلدية الموافقة على ما اقترحته إدارة الهاتف في البقاع لناحية بناء غرفة وسياج حديدي حول المحطة، لكن ذلك لم يحُل دون السرقة مجدداً.
تعليقات: