دمار في علما الشعب جراء غارة إسرائيلية (Getty)
المواجهات مستمرة جنوباً، ولكن من الملاحظ أن وتيرتها خافتة منذ حوالى 4 أيام، ما يؤشر بالنسبة لكثيرين إلى أثر كثافة الاتصالات والضغوط الخارجية، التي تسعى إلى تفادي الانزلاق نحو حرب أوسع أو اتساع رقعة المواجهات. وتتواصل المواجهات بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله في ظل تصاعد التهديدات بين الطرفين، وتزايد المواقف الداعية للذهاب الى حل ديبلوماسي، وسط استمرار المخاوف من نشوب حرب واسعة.
واليوم، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية في تقريرها، تسجيل 435 حالة وفاة في العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان، وذلك حتى الأربعاء 26 حزيران 2024.
غارات على منازل
وفي وقائع المواجهات، شن الجيش الإسرائيلي، هجمات على بلدات في الجنوب اللبناني، وادعى أنه استهدف من خلالها مواقع لحزب الله. ونفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة على منزل في بلدة شبعا جنوب لبنان، بينما قصفت المدفعية الإسرائيلية أطراف بلدة راميا وجبل بلاط.
في المقابل، نفذ حزب الله هجمات مختلفة بالمسيّرات والرشقات الصاروخية ضد قوات الجيش الإسرائيلي ومواقعه العسكرية. ودوت صافرات الإنذار، عدة مرات في العديد من البلدات الإسرائيلية الحدودية ومناطق مختلفة بالجليل الغربي والأعلى.
وتأتي الهجمات التي نفذها حزب الله، رداً على الاعتداءات الإسرائيلية التي طاولت القرى والمنازل المدنية في الجنوب اللبناني.
وقد استهدفت طائرة مسيّرة إسرائيلية خط الكهرباء الذي يغذي منطقة نهر الليطاني في بلدة الطيبة جنوب لبنان، بعد صيانة شركة الكهرباء له مباشرة. أيضاً، أغارت الطائرات الحربية على بلدة عيتا الشعب، فيما تعرضت أطراف ياطر وزبقين وشيحين لقصف مدفعي.
واستهدفت غارة اسرائيلية منازل في كفرشوبا، ما أدى الى نشوب حريق كبير في المكان. كما تعرض خراج راشيا الفخار وخراج كفرحمام لقصف مدفعي.
وصباحاً، شنّ الطيران الحربي الإسرائيلي غارتين على الخيام- باب الثنية وعيتا الشعب، واستهدف بالقصف المدفعي وادي حامول وأطراف الضهيرة، وطراف بلدة الوزاني. في المقابل، أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه قصف البنية التحتية لحزب الله في منطقتي المطمورة وشبعا. ونشر مقطع فيديو قال إنّه مشاهد من عمليّة القصف.
الدمار المتبادل
في السياق، نشرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" مقالاً افتتاحياً للكاتب عوفر شيلح، تحدث فيه عن المواجهة المفتوحة المحتملة مع حزب الله. ويقول في المقال: "من يوم إلى يوم، تصعيد واسع حيال حزب الله في لبنان يبدو كسيناريو محتم، وإن كان أحد لم يشر بعد إلى أي ميزة ستنشأ عنه: لا يوجد سيناريو نهاية معقول يتيح تغيير الوضع من أساسه، وعودة سكان الشمال إلى بيوتهم. لا توجد حتى أي فكرة ما هو الإنجاز الحقيقي الذي سيبرر الضرر المؤكد الذي سيلحق بالجبهة الداخلية.
إن السير الأعمى هذا إلى تبادل للضربات على نطاق لم نشهده من قبل، سيلحق دماراً هائلاً عندهم وكثيراً جداً عندنا، وفي نهايته مشكوك لأي شيء أن يتغير. تتشارك القيادة السياسية وجهاز الأمن كله في أن لا أحد يطرح مقابل هذا بديلاً، كون البديل الوحيد يستوجب وقف الحرب في غزة. وكذا القيادة العسكرية، الجمهور والإعلام. هذه ليست مسيرة سخافة، بل شيء ما أسوأ بكثير.
لم يعد لمعظمنا منذ الآن أمل حقيقي من الساحة السياسية، أو من وسائل الإعلام، ومن الجيش (الذي عرف مسبقاً الحقيقة أيضا بالنسبة للإنجازات المحدودة بالضرورة للمعركة في غزة، بنى ونفذ خطة تضمن ألا يكون أكثر من إنجاز محدود. والآن يحاول أن يسوق هناك نصراً كبيراً، كي لا يقولوا له اذهب إلى لبنان). وعليه، فمشوق على نحو خاص موقف الجمهور. في الاستطلاع الأخير لمعهد بحوث الأمن القومي قال 46 في المئة من المستطلعين إن على إسرائيل أن تبادر إلى عمل عسكري واسع في الشمال، حتى بثمن حرب إقليمية. كانت هذه هي المرة الأولى التي يظهر فيها استطلاع للمعهد أغلبية لمؤيدي التصعيد الواسع. في الوقت نفسه، انخفض عدد المؤمنين بأنه إذا كانت حرب كهذه، سيعرف الجيش الإسرائيلي كيف ينتصر فيها من 91 في المئة في تشرين الأول الماضي إلى 67 في المئة فقط –درك أسفل تاريخي في الثقة بقدرة الجيش على الإيفاء بأهدافه- كما أن معدلات الثقة برئيس الأركان وبتقارير الناطق العسكري هبطت إلى درك أسفل غير مسبوق.
ويختم المقال: "إن الطريق الوحيد ليس فقط الامتناع عن استمرار الضرر لأمن إسرائيل، بل وأيضا البدء ببناء القدرات اللازمة لأجل الخروج كمنتصرين من المواجهة مع محور المقاومة الذي تقوده إيران، هو وقف الحرب في غزة (إذا كان ممكناً في صفقة مخطوفين)؛ الوصول إلى تسوية في الشمال، والتي إضافة إلى الانتشار الدفاعي ستتيح عودة السكان إلى بيوتهم؛ والبدء ببناء القوة بكل عناصرها –سياسية، إقليمية، عسكرية وغيرها– استعداداً للمعركة الحقيقية. كل شيء آخر هو مثابة سخافة عظيمة الضرر، ثمة من يسير إليها بعيون مفتوحة وباعتبارات غريبة، وثمة من ينجر إليها انطلاقا من الترنح ورفع الأيدي".
تعليقات: