هيفاء نصّار: أوراق وفيديوهات من الذهب


الإقناع له أساليبه المتنوعة، فقد يلجأ المرء الى الشرح والتوضيح أو إلى التحسين والتقبيح أو الى الاستقلال وضرب الامثال.

لكن من المؤكد ان قضية مثل قضية هذه المرأة اللبنانية التي وصل صدى قصتها و تواجدها من على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي إلى فضاء جدالي فارغ أو حتى خطبة سجالية أو درس تعليمي وانقلبت صورة المرأة اللبنانية وقضيتها على صفاتها التعبيرية أو الذاتية.

وقد أخذت هذه المرأة اللبنانية على عاتقها محاولة إقناع جمهور غفير من الناس بفكرة شراء الذهب فكانت قضيتها ودعوتها من على صفحات وسائل التواصل الاجتماعي ترتبط بها شخصيا و التسويق لإعلان شراء الذهب.

وقد أخذت هذه المرأة اللبنانية وبدون توقف على عاتقها الدفاع عن هذه القضية ( قضية شراء الذهب) وإشاعتها في هذا الوقت الحساس بشكل تافه بين الناس والتخيل بسلامة مضامين هذه القضية لا بل وضرورة الإيمان بها كقضية.

لقد تقمصت هذه المرأة قضية شراء الذهب والترويج لشرائه ودافعت عنها بكل قوة متاحة وبحرص وعملت على توصيل الفكرة والمعلومة بأوضح ما يكون.

لقد عملت على تقريب القضية بأبسط مفهوم وتقريبها بشكل سلبي الى الاذهان كفكرة مهمة وضرورية وكأنها من أفكار ومشاغل المرأة اللبنانية وجعلها أي جعل القضية يسيرة على الفهم، سهلة في الحفظ والتذكر.

وقد نحت هذه المرأة إلى أن تكون القضية في وظيفتها الدعائية وشرح أفكار وقد استخدمت هذه المرأة أساليب الدعاية ووسائل التمثيل التي هدفت الى الإقناع بالفكرة الأساس وأي فكرة يا ترى؟ فكرة شراء الذهب!

وقد نسيت هذه المرأة اللبنانية مع ثرائها العاطفي وتعدد في دلالة العرض سخافة القضية وسخافة التجربة.

أعني ان الصورة اصبحت الوسيط الأساسي الذي وصلت إلينا المعلومة والتجربة عن طريقه.

واصبحت ثانوية فكرة الذهب وشراءه فكرة اساسية أرادت هذه المرأة اقناعنا بها واصبحت الفيديوهات التي اظهرت هذه المرأة مجرد وسيلة ثانوية لعرض مواضيع جانبية وثانوية بعيدة كل البعد عن الواقع المعاش.

في ختام القول إن الفيديوهات التي صورتها هذه المرأة اللبنانية من على وسائل التواصل الاجتماعي تكثر كثرة واضحة، ولا يعني ذلك أي عقلانية في طرح المواضيع انما جدلا يجب أن يستمر لبحث هذا النوع من العروض التي اتكأت عليها هذه المرأة في عملية الإقناع بشراء الذهب فذهب ذهب الكلام وذهب ذهب القضية مع الذهب وفيديوهات التي امتلأت بالحديث عن الذهب!

هيفاء نصّار - أوتاوا، كندا

الواقع في 29 حزيران، 2024


تعليقات: