الاحتلال يستعدّ لإنهاء العملية البرية: عودة إلى الجو... بلا «انتصارات»


غزة-

تواصلت العملية البرية التي تستهدف حي الشجاعية في مدينة غزة، لليوم الرابع على التوالي، حيث تقدّم المقاومة أداءً ميدانياً يُظهر قدر الاستعداد والتجهيز المبنييْن على دقّة التقدير بعودة جيش العدو إلى الحي مجدداً. وأظهرت المواد المُصوّرة التي نشرتها المقاومة خلال اليومين الماضيين، ولا سيما «كتائب القسام» و«سرايا القدس»، غرف قيادة وسيطرة، مزوّدة بكاميرات تراقب مسرح الحدث، وتستخدم فيها خطوط اتصالات سلكية تربط بين العناصر الذين ينفّذون في الميدان، وبين القيادة الميدانية. وبيّنت المشاهد أيضاً، أنفاقاً ومسارات أرضية يبدو أنها حُفرت لتنفيذ مهمّات تكتيكية محدودة، من مثل ضرب رتل دبابات، أو استدراج قوات الاحتلال إلى كمائن مفخّخة.ومن بين ما نشرته حديثاً، عرضت «كتائب القسام» مشاهد أظهرت وحدات التصنيع العسكري، وهي تنتج كميات كبيرة من عبوات العمل الفدائي، بينما يعرض تلفاز في الخلفية أحداثاً ميدانية جديدة، في إشارة إلى استمرار الإعداد والتصنيع حتى يوم نشر المقطع. وتستبطن الرسالة التي قدّمها المقطع الجديد، استعداد المقاومة لحرب طويلة، في حال فشلت جهود التوصل إلى صفقة تبادل تنهي الحرب. أما «سرايا القدس»، فنشرت مشاهد نوعية لاستهداف مواقع جيش الاحتلال المستحدثة في «محور نتساريم»، بقذائف الهاون النظامية الثقيلة من عيار 120 ملم. وأظهرت المشاهد دقّة الاستهداف، حيث سقطت القذائف في وسط خيام المبيت الخاصة بالجنود الذين حاولوا الهرب والاحتماء من القذائف التي سقطت على بعد بضعة أمتار منهم. وتعطي المشاهد الجديدة صورة جلية حول قدر التهديد الذي يمثّله الإشغال والاستنزاف، لوجود جنود الاحتلال في هذا المحور المكشوف، ويقدّم تصوراً عن الفرص المحدودة للتمركز المستدام الذي يهدّد العدو المقاومة به، ولا سيما أن المجهود الميداني حتى هذه اللحظة، لم ينحصر في إطار هدف تكتيكي واحد، إنما توزّع ما بين الدفاع والترقّب لعمليات اجتياح مفاجئة في مناطق شمال القطاع وجنوبه، والهجوم المحدود في عمليات خاطفة وسريعة.

هليفي يخفّض السقف: سنواصل القتال حتى تعجز «حماس» عن إعادة بناء قدراتها


على الصعيد الميداني، شهد أمس زخماً في المهمّات القتالية، حيث تصدّر حي الشجاعية الذي يتوغّل فيه جيش الاحتلال للمرة الثالثة منذ بداية الحرب، بلاغات عديدة للمقاومة. ووفقاً لإحصائيات جيش الاحتلال، فإنه منذ بداية الهجوم على الحي الذي يقع شرق مدينة غزة، خاضت المقاومة نحو 40 مواجهة. وكان واضحاً أن غالبية تلك المواجهات، خرجت من السياق التقليدي إلى العمليات المدروسة والمخطّط لها بعناية فائقة، حيث أعلنت «سرايا القدس» و«كتائب القسام» أنهما نفّذتا عملية استحكام مدفعي بقذائف الهاون، طاولت القوات المتوغّلة شرق الحي، ثم كرّرت «القسام» هجومها بالهاون ثلاث مرّات خلال ساعات النهار. كذلك، أبلغت الكتائب عن استهداف دبابتي «ميركافا» بقذائف «الياسين 105». أما في حي تل الهوا جنوب غرب مدينة غزة، فأبلغت «القسام» عن استهداف ناقلة جنود من نوع «شيزاريت» وجرافة «دي ناين»، بقذائف «الياسين 105»، كما كرّرت استهداف «محور نتساريم» بقذائف الهاون وصواريخ «رجوم» القصيرة المدى.

وفي مدينة رفح، فيبدو أن جيش الاحتلال يتّجه إلى الانسحاب تحت نيران المقاومة، حيث أبلغت الأخيرة، وبالتوازي مع اجتماع موسّع عقده رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، مع رئيس أركان الجيش، هرتسي هليفي، وقادة الألوية والفرق، عن تنفيذ عدد من المهمات القتالية، إذ أعلنت «سرايا القدس»، بمشاركة «كتائب القسام»، عن استهداف ثلاث آليات عسكرية إسرائيلية، هي ناقلتا جنود وجرافة «دي ناين»، بقذائف «الياسين 105» و«آر بي جي»، في حي تل السلطان غرب رفح. كما أعلنت السرايا تنفيذ كمين مركّب، تمكّن فيه مقاوموها من تفجير عبوتين أرضيتين بآليات العدو المتوغّلة جنوب غرب المدينة، وعندما توجّهت قوات الإسناد والنجدة لإخلاء الجنود المصابين، دكّتهم وحدات المدفعية بالعشرات من قذائف الهاون.

أمام تلك الوقائع، بدا واضحاً أن جيش الاحتلال الذي أثقلته المقاومة بخسائر كبرى في كل محاور القتال، واضطرته لتكرار التوغّلات نفسها من دون أي نتيجة تُذكر، يتّجه إلى إنهاء العمليات البرية في كل مناطق قطاع غزة، وإلى تفويض سلاح الجو لاستدامة القتال إلى حين التوصل إلى صفقة تبادل. أما رئيس أركان جيش الاحتلال، فقد غيّر الصيغة المطلقة للنصر، من القضاء على «حماس»، بل «كل فرد في حماس» كما كان يقول في بداية الحرب، إلى تعبير جديد أعاد فيه صياغة معيار الانتصار، إذ صرّح قائلاً: «سنواصل الحرب حتى تعجز حماس عن إعادة بناء قدراتها من جديد».

تعليقات: