ان تُكرم ثانوية اجيال الدوير طلابها المتفوقين بتميز، وبرعاية من شخصية مميزة في المجتمع وفي الطب وهي الدكتور أحمد رشيد حيدر روى فيها سيرة نجاحه العلمية والعملية المميزة ، فعلا يحمل الاحتفال عنوان ” تكريم التميز” بكل مشهده ، أجيال مميزة في ثانوية مميزة ، بأحتفال مميز ورعاية مميزة .
ففي اجواء رائعة وحماسية ، احتفلت ثانوية اجيال الدوير بتكريم طلابها المتفوقين على ” لوائح الشرف ولوائح التميز “ بعنوان ” تكريم التميز” برعاية ممثل المجموعة الثقافية اللبنانية الدكتور احمد رشيد حيدر، وبحضور مدير الثانوية الدكتور داود حرب، الاستاذ عفيف حيدر والاستاذ حسن حيدر عن المجموعة الثقافية اللبنانية، وشخصيات ووجوه اجتماعية وتربوية وثقافية، وأهالي الطلاب.
بعد النشيد الوطني ، ونشيد ” ثانوية أجيال” ، ودخول موكب الطلاب المكرمين، كانت كلمة ترحيب للطلاب علي حرب ، تلاه باقة من الاغاني المتنوعة قدمها كورال الثانوية ،
ثم كانت كلمة مدير الثانوية الدكتور داود حرب شكر في مستهلها الحضور على تلبيتهم الدعوة في هذا الحفل المميز بكل عناوينه، وقدّم تحيّة للأهل آباءًا وأمهات معتبراً أنهم هم المتفوقين، الذين قدّموا الدعم لأبنائهم ليصلوا الى هذه المرحلة المتقدّمة، كما وجه التحيّة لتلامذة أجيال المكرّمين، معتبراً إيّاهم نخبة النخبة، كونهم قد تقدّموا على التفوّق وتخطّوا المعدّلات المعروفة، وقد ميّزتهم اجيال بوضعهم على لائحة الشرف والاوائل على الشعب على لائحة التميّز.
وتحدث الدكتور حرب ” عن الاعتماد التربوية العالمي الذي نالته أجيال هذا العام من شركة Cognia العالمية، والتي تضمّ أكثر من 40 ألف مدرسة دولية حول العالم في 95 دولة.، وقدّم الى الحضور راعي الحفل الدكتور أحمد حيدر وهو من الآباء المؤسسين لثانوية أجيال، ناصحا الآباء بالحفاظ على عادةٍ اجتماعية متوارثة هي رواية قصص الآباء والأجداد للأبناء، كجزءٍ من التراث المروي والمنقول.
وكانت رقصات فولكلورية وتراثية لطلاب الثانوية ، بعدها ألقى راعي الاحتفال الدكتور احمد رشيد حيدر كلمة استهلها “ بتقديم التقديم التهاني” لادارة ومعلمي اجيال على ” هذا الحصاد المميز” من الجهد والعطاء التعليمي، مُقدما مقارنة بسيطة بين العلم والتفوق بين اليوم وقبل خمسين عاما ، حيث لم يكن حينها ، لا جامعات متوفرة كما اليوم ، عددا وكليات متنوعة ، ولا أنترنت ، ولا بريد ولا هاتف ارضي ولا خليوي ، وأتذكر ان اول كومبيوتر استعمل في بداية الثمانينات في العاصمة الفرنسية باريس ، ولا يكن ملفتا ، لكون الكثيرين كانوا يجهلون ماهية استعماله ، وكنا ننتظر 6 اشهر لكي يحدد لنا موعد للحصول على مراجع علمية، اضف الى مشقة الغربة، ومعاناة وطن تمزقه الحروب، فأين انتم اليوم من كل ذلك، اكيد اليوم هناك نعيم علمي تتوفر من اجله كل وسائل وتقنيات الابحاث والمتابعة.
وقال: يسعدني ان اكون راعيا اليوم لهذا الاحتفال ، احتفال التفوق واتقدم بهذه المناسبة بأحر التهاني من المتفوقين وأهلهم ، وكذلك لادارة اجيال والهيئة التعليمية فيها على كل العناية والاهتمام الدائم بالطلاب.
وقال: ان تحلم أن تكون طبيباً منذ الصغر في عائلة كبيرة فقدت معيلها باكراً، ولم تلبي الجامعات اللبنانية طموحات العلم مع حصرية اليسوعية والاميركية ، فكان لا بد من السفر رغم الظروف الصعبة، وكانت التسهيلات الفرنسية تحترم الانسان مع ضوابط العدد النسبي في النجاح 5 % من غير الفرنسيين ، فكان العلم والاندفاع وتخطي الصعوبات اللغوية والمادية والاجتماعية ، في المسكن الجامعي حيث اللقاء بالزملاء من عدة دول فرنكوفونية ، وابتدأ المشوار …
وقال: من نهاية العام 1972 وحتى بداية الحرب الاهلية اللبنانية عام 1975 حيث انفطعنا عن الوطن معنويا وماديا، وهنا بدأت الصعاب وكان لا بد من العمل مع العلم في سبيل المتابعة والتحصيل، وهكذا كان العمل أيام العطل في المستشفيات والعلم باقي ايام الاسبوع ، حتى أكتمل القسم الاول في الصحة العامة ، ما بين الجامعة والمستشفى ، وبعدها بدأ مشوار الاختصاص والطموحات تقود الخطوات الجريئة وكان الانتقال من المستشفى الرئيسي الجامعي الى قسم الجراحة النسائية والتوليد، وهنا كان التحدي في مدينة بوفيه ( BEAUVAIS) ومتابعة العلم في المدينة الاساسية ” أميان” ( AMIENS) ، وأنتهى مشوار العلم – المرحلة الثانية في الاختصاص، وكان الحنين للوطن والاهل يكبر مع الايام ، ولكن الحرب كانت مازالت قائمة وكان العمل في الاختصاص في مدينة كومبياني ( COMPIEGNE) ، كطبيب فرنسي.
واضاف: في هذا الوقت كان لا بد من متابعة العلم في اختصاصات فرعية متعددة في سبيل زيادة الخبرة والمعرفة في جراحة المنظار والثدي وعنق الرحم وهذا كان الرصيد الاكبر، وكانت الرغبة في تحسين اوضاع الطبابة في لبنان الخارج من الحرب الاهلية التي فُرضت عليه خلال 17 عاما ، وكان التحدي في الحضور الى مدينتي النبطية ورفض العروضات في بيروت وصيدا، كان ذلك بعد مؤتمر مدريد للسلام المفترض عام 1992 ، وقد عدت من فرنسا مع التجهيزات الكاملة للعيادة والمنزل .
وقال: وهكذا بدأ التحدي والعمل في ظروف صعبة بعد الحرب مع عدم الاستقرار وانعدام الامن حيث كان الاحتلال ما زال في جنوب لبنان مع التجاوزات اليومية بسلاح الجو والارض عشوائيا وتبعها حربي الــ1993 و الــ1996 ، وحتى الاندحار الكامل بفضل المقاومة عام 2000 ، وتبعها ايضا حرب 2006 ، وبالرغم من كل الصعوبات الامنية والعملية والاجتماعية ما زلنا نكمل المشوار ونعالج الكبار والصغار مع متابعة المؤتمرات في سبيل التطور العلمي والعملي حتى جاء الربيع العربي الذي دمر اقتصاد الشرق الاوسط وكل الحضارة والرخاء والازدهار ، حتى وصلنا الى الحصار الاقتصادي الذي نجح حيث فشلت الحرب ، وكان الانهيار المالي ومصادرة اموال المودعين، وتبعها جائحة كورونا والانهيار الصحي العالمي ، وكانت حرب اوكرانيا التي طالت وما زالت بين الشرق والغرب ، والمخاص العسير بين التطرف والاعتدال ، حتى جاء دور الشرق الاوسط والحرب المدمرة التي تفوق الخيال وتتخطى الضوابط الانسانية ، وما زالت منذ 9 اشهر ما بين كر وفر ، وهنا الصمود مع المقاومة مع مرور الزمن، وتتابع المحن بعد ان كانت حياتنا تنعم بالسعادة والرخاء والفرح والعطاء ، اصبحنا الان في حالة حرب واستنزاف وفي الضائقة والقلة ، يمكن ان نقول ان الحصار الاقتصادي قد نجح حيث فشلت الحرب، ولكننا لن نستهين ولن نركع وما زلنا نربي الاجيال بعد ان ولدناهم بأحسن حال ، لنجعل منهم نوابغ ومتفوقين مع الانتشار في بقاع الارض حيث ترفعون اسم لبنان الوطن التاريخي الدائم ، الخالد، العابر للعصور والازمان .
بعد ذلك قدم الدكتور داود حرب والاستاذ عفيف حيدر درعا تقديريا لراعي الاحتفال الدكتور احمد حيدر، ثم جرى توزيع شهادات تقديرية على الطلاب المتفوقين بتميز.
تعليقات: