عدنان سمور: وأخيراً سمعت صوتك ونصرتك

ادركنا بعد مرور تسعة أشهر من الملاحم والتضحيات والشهداء والدمار والخراب أننا بك يا حسين نغيُّر العالم
ادركنا بعد مرور تسعة أشهر من الملاحم والتضحيات والشهداء والدمار والخراب أننا بك يا حسين نغيُّر العالم


فيما كنت اجوب البلاد باحثاً عن صدى صوتك سيدي ، سمعت في السابع من تشرين الأول عام 2023 ، صوتاً عميقاً قادماً من غزة يقول هل من ناصر ينصرني ؟

فوجئت سيدي بالقدر الذي تشبه فيه بُحَّة الصوت المستنصر ، بُحَّة صوتك القادم من التاريخ البعيد ، سألت السامعين معي ، صوت من هذا ؟

فقالوا هذا صوت حامل أوجاع فلسطين التاريخية ، محمد الضيف ، آتياً إلينا من غزة المعذبة والمحاصرة والمحروقة خيامها والعطشى أطفالها والمظلوم شعبها ، فشمَّرت عن الساعدين ولبست لامة الحرب ، واستنهضت كل الطاقة التي عملت على تخزينها منذ 1383 عاماً مضت على ملحمتك الخالدة في كربلاء ، وإدّّخرتها للحظة سماعي هذا النداء الملائكي الرائع ، وقام معي الأوفياء من أتباعك يا حسين ، أمثال حبيب وابن عقيل ، وابن القين وابن عروة وجون وابن الرياحي ، ورحنا جميعاً نجوب العالم بحثاً عن إبن زياد والشمر وإبن سعد وحرملة ، فوجدناهم مُخَيِّمين في تل ابيب ، فأغَرنا عليهم بكل قوة وعزم ، ورحنا نجندل مرحبهم ونكسِّر أضلاعه ، ورحنا نبحث عن يزيد ومساعديه في كل مكان ، فوجدناه في واشنطن ولندن وبرلين ، ناشراً سفنه وطائراته وأقماره الصناعية ، وعسكره وإعلامه وكذبه ونفاقه وضلاله وسردياته وحِيله وتهديده ووعيده ، فوقفنا في وجهه وقررنا المنازلة واستعادة الحقوق ، وقدمنا الشهداء الأقمار كالعباس والأكبر وعبد الله الرضيع ، ووقفت أمهات الشهداء في الميدان كعزيزتك زينب يضمِّدن جراح المجاهدين ، ويحقِّقن لدماء الشهداء أهدافها وغاياتها الكبرى ، ويزلزلن عرش يزيد في بلاطه وامان عيون أعوانه وأتباعه وجنده ، حتى انتصرت سرديتك يا عزيز الزهراء ، وامتلأت عواصم الشرق والغرب والجامعات العريقة ، بأنصارك ومحبيك واتباعك ومريديك يا أبا عبد الله ، وادركنا بعد مرور تسعة أشهر من الملاحم والتضحيات والشهداء والدمار والخراب ، أننا بك يا حسين نغيُّر العالم ، وبك يا حسين نعيد لدمك حقّّه ووهجه وتألقه وتميزه ، وبك يا حسين نوحِّد الأمة ونعيد لها مجدها وحضورها الفاعل في إنتاج الحضارة الإنسانية اللائقة بالإنسان والبعيدة عن التوحُّش والوحوش البشرية .

عدنان إبراهيم سمور

باحث عن الحقيقة

07/07/2024

تعليقات: