المهندس عدنان سمور: القوة التي لا تحمي العدل وتصونه، ليست إلا أداة لتدمير الإنسان وحياته وحضارته وإنجازاته العظيمة التي حققها في هذا الوجود
لم ينهار الإتحاد السوفياتي بسبب نقص امتلاكه للقوة ووسائلها وتقنياتها ، وقد كان يمتك جيشاً جرَّاراً وترسانة نووية وبالستيةً وتقليدية ، لا تعد ولا تحصى ، لكن رغم ذلك فإن سبب انهياره نتج عن فشل النموذج الحضاري الذي إعتمده وبالتالي انهيار تجربته الإقتصادية والإجتماعية والثقافية التي اتَّبعها والتي تتنافى مع الطبيعة الإنسانية الأصيلة.
واسرائيل واميركا وغربها الجماعي اليوم ، لا تنقصهم القوة وأدواتها ووسائلها وإعلامها وتوحشها ، فهم يملكون منها ما يدمر الكرة الأرضية عشرات المرات ، لكنهم يفشلون وينهزمون وينهارون امام العالم المظلوم والمضطهد ، وأمام شعوبهم ، وأمام أحرار العالم ، بسبب فشل النموذج الحضاري الذي اعتمدوه ، هذا النموذج المتعارض مع الطبيعة الإنسانية الأصيلة والفطرية ، والمتنكر للقيم ، والمعتمد على القوة المفرطة التي تعلو من وجهة نظرهم على كل القيم الإنسانية وعلى الأخلاق والتعاون والعدالة ، وهذا الإنهيار الذي نشاهد حصوله في النظام العالمي اليوم ، ليس إلا شاهد إضافي على أن مراعاة الفطرة الإنسانية السليمة ، وحدها سبيل الإنسان إلى الخلاص في هذا العالم المعذب والمضطرب والمشوَّه ،
وأن العدل وحده هو اساس الملك ، والقوة التي لا تحمي العدل وتصونه، ليست إلا أداة لتدمير الإنسان وحياته وحضارته وإنجازاته العظيمة التي حققها في هذا الوجود.
اللهم أرِنا الحق حقاً والباطل باطلاً ، بلطفك ورحمتك يا كريم ، ومتِّعنا بالحياة الكريمة والعزيزة التي ترتضيها لعبادك .
طابت أوقاتكم أيها الطيبون
ع.إ.س
باحث عن الحقيقة
09/07/2024
تعليقات: