لأنّ الحياة للأحرار فقط، من تولين شبّ الحالم بالحرّية ملفوحًا بشوقه، ظمِئًا لا رِيَّ يرويه.
ولأن ألأوطان تروى بالدماء، حمل الجراح والإعصار، وحضن خفوت الضوء برموش غسلت الضباب عن رؤية شوّهها الاحتلال وضلّلها الإذعان.
ولأن المقاوم لا يرضخ للذل ولا تأخذه سنّة الخنوع والاستسلام، فانتفض أل"أسمر" بلون الشمس يعانق العشب على جبهات المثابرة والعزيمة.
ولأنّ لا حياة للأحرار إلّا وقوفًا، سطّر على جباه كفرفالوس بطولات "نضال" لا يكلّ قبل بزوغ النصر...
يستذكره الشريط الحدوديّ وتناديه عشيقته من قلب فلسطين، تناديه غزّة: " هلّا رجعت من ترحالك الأبديّ، لنقرع طبول العودة سويّة!!
هلّا رجعت؟ فنحن نحارب النعاس وخواء الأمعاء والموت... وحدنا... وسننتصر... وسنهديكم انتصارنا لأن أمثالك أهدونا روح المقاومة وزرعوها فينا.
وكما حطّمت صوٓر مذابحنا صمت الكوكب، وأعادت النبض الخافت إلى ضمير الإنسانيّة، فعادت الكوفيّة تعانق أكتاف الهاتفين وتصدح غضبًا عالميًّا ضد جرائم الإبادة، وترقص على إيقاع صرخة viva palestina وتدين الاحتلال... إنتظروها ترقص على أنغام الانتصار والتحرير.
ولأنّ المقاومة وروحها هي لبناء وطن الأنسان، نستذكر حسن عوالي في خياره المواطنيّ الديمقراطيّ، وموقفه الداعم للائحة "معًا نحو التغيير" التي حمّلها آماله وعِتق آلامه، فاستنهض الناخبين للاقتراع، فكان من الذين عبروا الجسر خِفافًا، وشريكًا في الإنجاز الأوّل، أي تحقيق الخرق، كوّةً في جدار اللامبالاة والاستسلام واليأس.
نستذكره، كي نؤكّد على أنّ الانتصار والتغيير لم يأتيا بعد... وكما ثابرنا وقاومنا وواجهنا المحتلّ سنتابع المسيرة لبناء دولة مستحقّة، دولة ديمقراطيّة تليق بإنساننا... عندها نرفع شارة النصر ونحتفل مغتربين ومقيمين ونهدي أبناءنا وطنًا قابلًا للعيش، لأنّ على هذه الأرض ما يستحقّ الحياة.
ملاحظة: تُليت في الاحتفال الذي أقيم في البرازيل تكريمًا للراحل حسن منير عوالة (نضال الأسمر)
تعليقات: