تسوية الكليّة الحربية: القائد يتراجع أمام المـحاصصة


بـ«قدرة قادر»، حُلّ الخلاف المندلع منذ أشهر بين وزير الدّفاع موريس سليم وقائد الجيش العماد جوزيف عون، على خلفيّة إصدار نتائج التلامذة الضبّاط الذين اجتازوا مباراة الدّخول إلى الكلية الحربيّة: رفض سليم توقيع النتائج بحجة أنّ آلية فتح المباراة لم تراع الأصول القانونيّة، وعرض أكثر من مرة مخرجاً للتغاضي عن الخلل الإداري بتجاوز صلاحيّاته، مقابل فتح دورة ثانية يتم استلحاقها بالأولى لزيادة العدد وتحسين المستوى العلمي للمتبارين، خصوصاً أنّ مجلس الوزراء كان قد وافق نهاية السنة الماضية على تطويع 173 تلميذاً ضابطاً. في المقابل، أصرّ عون على الاكتفاء بـ 118 ناجحاً مناصفة بين المسلمين والمسيحيين، لعدم خفض معدّل النجاح أكثر.كلّ الوساطات التي حاولت تقريب وجهات النظر بين قيادة الجيش ووزارة الدّفاع باءت بالفشل، بعدما تشبّث عون برفضه السيْر بمخرج سليم عبر فتح دورة ثانية، وهي التسوية التي تبنّتها لجنة الدفاع النيابية ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي عرض الأمر على مجلس الوزراء وكلّف وزير الثقافة محمد بسام مرتضى بالتوسط بين الطرفين لإيجاد صيغة حل. وفيما زار مرتضى قيادة الجيش، تولّى رئيس مجلس النوّاب نبيه بري التواصل مع رئيس التيّار الوطني الحر جبران باسيل وبحث معه فتح دورة ثانية، على أن يُزاد زيادة عدد التلامذة الضبّاط من 173 إلى 200، أي بزيادة 82 مرشحاً عمّن نجحوا في الدورة الأولى (118).

هل سلّف عون بري موافقته على الحل طمعاً بالتمديد الثاني؟

فعلياً، كان هذا ما طرحه وزير الدّفاع، وبقي الأمر متعلّقاً بقائد الجيش الذي سُرعان ما أبدى موافقته، وهو ما فاجأ المعنيين، خصوصاً أنّه كان قد رفض سابقاً كلّ الحلول الآيلة إلى فتح دورة ثانية، وكرّر أمام لجنة الدفاع النيابية وفي جلسة الحكومة نهاية الأسبوع الماضي أن الحلّ الوحيد هو بتوقيع سليم على نتائج الكليّة الحربيّة، بحجة «الظلم الذي سيلحق بالناجحين الذين انتظروا عاماً لتوقيع النتائج وسيتأخرون أكثر في حال تمّ فتح دورة ثانية».

لكن كلّ اللاءات التي تمسّك بها عون على مدى الأشهر الماضية سقطت مع دخول بري على الخط، إذ سُرعان ما أبلغ مرتضى موافقته على السيْر بالحل. وهنا، تنقل المصادر أنّ «القائد» فعلها إمّا لأنّه نال ضمانة من بري بأن يشمله التمديد لقادة الأجهزة الأمنية والعسكريّة ومعهم موظفو القطاع العام نهاية العام الجاري، أو على الأقل طمعاً بذلك بعدما قرّر أن «يُسلّف» رئيس المجلس موقفاً قبل أشهر من إحالته على التقاعد في 10 كانون الثاني المقبل.


استياء «جنبلاطي»

إلى ذلك، تشير المصادر إلى أن موقف عون ينطوي أيضاً على تراجع عن موقفه بإجراء مباراة خالية من المحاصصة، وبالتالي فإن موافقته على فتح دورة ثانية وزيادة عدد المرشحين يتضمن إعطاء كل من الأطراف المشاركة في التسوية حصته من الضباط. وهو ما أثار حفيظة «كتلة اللقاء الديمقراطي» التي دعمت عون في جلسة لجنة الدفاع النيابيّة، قبل أن تُفاجأ بأن تسوية بري - باسيل - عون لم تشمل مطلب الاشتراكي توقيع وزير الدفاع مرسوم ترقية العميد حسّان عودة إلى رتبة لواء وتثبيته في موقع رئيس الأركان!

يُذكر أنّ جهود مُرتضى أفضت إلى رفع عون كتاباً إلى وزير الدّفاع طلب فيه تطويع 82 تلميذاً ضابطاً جديداً عبر اختيارهم بمباراة ليتم إلحاقهم بمن فازوا بالمباراة. وعلمت «الأخبار» أنّ سليم وافق على الكتاب وأحاله إلى الأمانة العامّة لمجلس الوزراء بانتظار إدراجه على جلسة الحكومة التي تُعقد هذا الأسبوع. وأصرّ وزير الدّفاع على أن يكون الحل بتوقيعه على الدورتين معاً ليلتحق التلامذة الضباط بالكلية في الوقت نفسه، أي إنه سيوقّع على قرارٍ واحدٍ يشمل الدورتين.

تعليقات: