جاهدة وهبه... ربّات الجمال في ساحة دوما


اليوم، سيكون الجمهور على موعد مع عرض غنائي تحييه الفنّانة صاحبة الصوت المخملي جاهدة وهبه ضمن فعاليّة «مهرجانات دوما». تضرب وهبه والفرقة الموسيقيّة التي يقودها مارون يمّين، مقطوعات لنساء الغناء العربي والغربي في حلّة جديدة وتوزيعات مبتكرة، فتجود بأغنيات أمّ كلثوم وأسمهان وداليدا وفيروز وصباح وإديث بياف (بالفرنسية والعربية) ومرسيدس سوسا (بالإسبانية والعربية)، إضافة إلى أغنيات من ريبرتوارها الخاص الذي يتضمّن مقطوعتين مهداتين «لدوما أجمل نساء القرى لهذا العام وكل عام» على حد تعبير قول صاحبة «أرض الغجر». تصف وهبه لنا العرض الغنائي بأنّه «عرض فنّي سيُعيدنا إلى زمن ربّات الجمال اللواتي شهقن بحناجرهنّ الحب والأرض والإنسان فأبدعن». وتتحدّث عن أعمال هؤلاء الربّات، قائلةً: «ثمّة تجوالٌ نغمي هارموني في أهم وأشهر أغنياتهن التي طبعت العصر وحفظها الجمهور عن ظهر قلب». ارتحال موسيقي في عوالم هذه القامات الغنائية، ولوحات فنّية تستعرض مناخات الزمن الجميل بالأبيض والأسود حيناً، وبتلوّنات وأمزجة العصر أحياناً، ضمن قالب درامي مترف بإضاءة خاصة، ولوحات راقصة، وسينوغرافيا لمّاحة. تخبرنا وهبه بأنّها ستقدّم للافتتاح أغنيةً مميزةً بصوتها من كلمات ماجدة داغر، وجاء فيها «لُقياكِ والقَسَماتُ والأزَلُ/ عُرَبُ الزّمانِ ولَحنُهُ الوَجِلُ/ يا دومةَ الشّعراءِ يا هُدُباً/ نُذرتْ على جنّاتها المُقلُ...». أمّا الختام، فسيكون مع أغنية تؤدّيها وهبه من كلمات الشاعر جرمانوس جرمانوس: «قال الصدى للصوت: بترجّاك/ غنّي بـِ دوما ما حدا بْينساك!/ يا صيف دوما شو حلو مَلقاكْ/ لا بْيقعد بلاك المسا/ وْلا بتسهر نجْوم السما مرّة بلاكْ/ نطرنا الدني يا صيف ونطرناكْ/ مطرح مَ بيغَنّي الشجرْ/ بْغَنّي أنا ويّاكْ/ وبطير عَ جناح الوترْ/ بلكي السنه بـِ دوما بيعطيني القمرْ/ ليرة حبق تـ إشتري شبّاكْ».

تشير وهبه أيضاً إلى أنّ هذا العرض قُدِّم سابقاً في البحرين ودبي، وقد اتخذ في البحرين شكل العرْض أكثر من شكل «الكونسِرت» (concert) على حدّ تعبيرها، علماً أنّها تحاول تلبّس الشخصيات التي تقدّمها عبر الملابس والإكسِسْوارات أحياناً، كما تعمل السينوغرافيا على مساندتها في ذلك. يتضمّن العرض لوحات راقصة مختلفة ذات بُعد درامي من بينها لوحة «محفوفة بسِحر الشارع الباريسي مع أغنيات إديث بياف». أمّا الملابس، فستكون تبعاً لزمن الـ«ديفاز» ويشتمل العرض على بعض التمثيل وتتكفّل السينوغرافيا بتقطيع الأمور الأخرى. تُعْلِمُنا المغنيّة والمطربة المتمرّسة أنّ الحفلة تتضمّن أغنيات من ألحانها، كتبتها نساء مثل أحلام مستغانمي وسعاد الصباح وماجدة داغر ورابعة العدوية. وهناك في المقابل قصائد كتبها رجال للنساء احتفاءً بهنّ، وثمّة توزيعات جديدة لبعض الأغنيات التي نعرفها. أمّا الموسيقيون المشاركون، فتصف وهبه كلّاً منهم بأنّه «مايسترو وأوركسترا على آلته»، وتذكر منهم أنطوان ديب على الأكورديون، وجهاد أسعد على القانون، ورامي حنا على الغيتار، وإيلي يموني على الإيقاع، وماتيوس لاغا الآتي من بلجيكا ليشارك بعزفه على الكلارينيت، وَفْريد نصر على الكمان، وغيرهم. كذلك هناك مشاركة خاصة للضيوف: كارول عبد المسيح حداد، وعدنان نعمه، وإيليانا سطوف، وداني داوود وفرقة «زين الليالي التراثيّة».

يذكر أنّ حنجرة وهبه تُزاوج عموماً بين الطربي والمشرقي العربي بمنحَيَيه النخبوي والشعبي، والحداثي المعاصر المشتمل على حرّية البحث والتجريب والاستقاء والتلحين والحفر ومتفرّقاتٍ مختلفة... والغربي في عدد من ألوانه، والصوفيّ، والدنيويّ والديني، وسواها.


* «هُنّ في مهبّ النغم: من بياف إلى أمّ كلثوم»: الليلة س:20:30 ــــ ساحة دينيو، دوما (شمال لبنان)

تعليقات: