أثارت الكلمة التي ألقاها مؤسس تحالف متحدون ضد الفساد المحامي الدكتور رامي علّيق بعد خروجه إلى الحرية انتشاراً واسعاً، وطرحت الكثير من التساؤلات وخصوصاً بعد التصريحات المتعلقة بآلية العمل الجديدة للتحالف والتي أثارت جدلاً كبيرا.
فقد قال علّيق أن الهدف الأساسي هو بناء دولة عادلة لكل مواطنيها وبناء مؤسسات على رأسها قضاء عادل مستقل، ولا بد من إعادة النظر بالوسيلة في سبيل خدمة هذا الهدف. وهذا لا يتحقق إلاّ بثورة على الذات أولاً يليها انتقال إلى إصلاح فعلي يمكن أن يتّخذ شكل ثورة بناءة هادفة.
وبناءً على تجارب سابقة وحالية، عميقة ومستفيضة، مّر بها علّيق، ها هو قد وصل إلى قناعةٍ بأن التصادم و"الضدّية" بين مكوّن ثوري (يفتقد إلى مقوّمات الثورة من نقاوة وتعاضد وانسجام وقيادة) وآخر سلطوي متمكّن لم يعد يخدم الهدف في ظل الحالة اللبنانية الراهنة. وعملاً بمنطق الإصلاح ولو تدرّجاً، نتيجة ثقافة فساد متجذرة لدى الجميع، لا بد من تكاتف كل مواطن صالح نزيه أينما كان، مستقلاً أم في مؤسسات الدولة أم الأحزاب السياسية أم أي جمع آخر. وهذا هو الاتجاه العملي لتحالف متحدون لهذا الفصل من تاريخ لبنان.
وفي حين يرى البعض أن هذا الاتجاه هو بمثابة تراجع أو خوف وخصوصاً بعد إصدار مذكرة التوقيف بحق علّيق والتنكيل به وبمن يناصره، يقول التحالف وبكل ثقة بأن هذا الرأي لا يشبه علْيق بتاتاً، فهو الذي لا ينطلق إلا من قناعاته فحسب، ويتحدى وبكل ثقة أيضاً أي من يجد غباراً "حقيقياً" علي سيرته الإنسانية أولاً والوطنية ثانياً والمسلكية ثالثاً، اللهم إلا ضوضاء التشويه الفارغ.
مع سواعد علّيق في تحالف متحدون سواعد تتعب ولا تنكسر. همم وإصرار وعزيمة تليق بطلب الحق ويليق بها الحق والعدل، ويليق بها لبنان وشعب لبناني أبيّ، ولو خلف أقنعة كثيرة سوف تسقط حتماً.
معاً لوطن آمن لجميع أبنائه، نناشد صاحب كل يد نظيفة أينما حلّت، لمودع مظلوم أو أي صاحب حق منكسر الخاطر. نمدّ اليد لكل لبناني، عامل أو معلّم أو قاضٍ أو محام أو ضابط أو طبيب أو أي إنسان حرّ صادق على أرض لبنان.
حاضرون، مؤتمَنون، متحدون، مستمرون.
تعليقات: