ان امة تمكنت ان تحمل إرث الحسين العظيم ، وإرث اهل بيته وصحبه ، كل هذا الزمان ، فتنصر لفلسطين ، وترى في مظلومية شعبها وعذاباته واضطهاده وجهاده وتضحياته وتمسكه بحقه وقيمه ودينه ، نسخة جديدة من ملحمة المولى أبي عبد الله ع في العاشر من المحرم عام 61 للهجرة ، فتسامحه وتحميه وتدافع عنه وتضحي من أجله بكل غالٍ ونفيس ، يوم قلَّ الناصر ، وترى في النظام الصهيوني المجرم والمتوحش ، نسخة جديدة عن ابن زياد وجلاوزته ، وخطراً وجودياً على الإسلام والمسيحية واليهودية والإنسانية ، فتحاربه بكل بسالة وبأس ، نصرة للحق الفلسطيني التاريخي ، ولا تخشى شياطين العالم الداعمين له ، رغم تهديدهم ووعيدهم ، كما ترى في سلطان اميركا وغربها الجماعي نسخة جديدة عن سلطان يزيد المتآمر على المستضعفين وحقوقهم ، والناخب لثرواتهم ، والمتفلت من القيم والدين والأخلاق والعقل ، وتحارب بكل قوة وإقتدار مشاريعهم ومؤامراتهم على هذا الأساس .
هذه الأمة بمواقفها ووعيها وشجاعتها وبصيرتها ، تمثل أمة طليعية ، تستحق التقدير ، وتستحق النجاح ، وتستحق الدور القيادي في إحداث التغييرات الكبرى التي ينتظرها المستضعفون في هذا العالم .
وهكذا فقط ترتقي هذه الأمة إلى مستوى العظمة والقداسة التي مثلها وما زال يمثلها الإمام الحسين ع واهل بيته وصحبه ، لأنها تمكنت ان تقدمه إلى العالم بهذا المستوى من الوضوح والصدق والفاعلية والحضور والمُعاصرة لهموم الإنسان الكبرى.
عظم الله اجوركم ، وتقبل الله اعمالكم ، وختم لكم بحسن العاقبة ، بحق الحسين وجده وامه وابيه .
تعليقات: