آخر إحصاءات خسائر الجنوب بشريًا وبيئيًا وعمرانيًا

ارتفعت حصيلة الشهداء المدنيين إلى 107 أشخاص (Getty)
ارتفعت حصيلة الشهداء المدنيين إلى 107 أشخاص (Getty)


التصعيد العسكري ولغة التهديد المتواصلة، والتي كرسها أمين عام حزب الله حسن نصرالله في خطابه الأخير اليوم، رداً أيضاً على التهديدات الإسرائيلية المتلاحقة.. ينعكس على حجم الخسائر في الجنوب، مع إمعان إسرائيل في استهداف المدنيين وتوسيع ضرباتها التي فاقمت الأضرار المادية، وحولت قرى الحافة الأمامية إلى مساحات شبه منكوبة.

هذا ما تقوله الأرقام التي ظهرت في أحدث تقرير نشره مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، صدر يوم أمس الأربعاء. وهو يشمل الخسائر البشرية والمادية منذ بدء الحرب حتى 14 تموز. لكن حتى تاريخ اليوم في 17 تموز، ارتفعت حصيلة الشهداء المدنيين إلى 107 مدنيًا، بينما كانت حتى 14 تموز، 100 مدني.


خسائر هائلة

بحسب تقرير OCHA، تجاوز عدد النازحين في الجنوب 98 ألف نازح، حيث "يتركز القصف الأكثر كثافة على بعد 12 كيلومترًا من الخط الأزرق، بينما تصل الضربات الجوية الإسرائيلية المستهدفة إلى عمق البلاد، وتمتد حتى 100 كيلومتر من الحدود".

ويفيد التقرير عن أضرار جسيمة تم تسجيلها في البنية التحتية للمياه والكهرباء والاتصالات، فضلًا عن الطرق في جنوب لبنان، كما قُتل وأصيب عمال الصيانة والإصلاح أثناء محاولتهم الحفاظ على الخدمات لسكان المنطقة المتبقين، إلى جانب المسعفين والمستجيبين الأوائل. وورد فيه حول "زيادة ملحوظة في اختراق الطائرات الحربية الإسرائيلية لحاجز الصوت فوق مناطق لبنانية مختلفة، مما أدى إلى انتشار الذعر وتحطيم الزجاج في العديد من المباني السكنية".

وقال تقرير OCHA: "خلال المواجهات المستمرة، واجه تعليم الطلاب في لبنان تحديات هائلة. وأدى عدم الاستقرار المستمر، بما في ذلك خطر القصف والغارات الجوية والانفجارات الصوتية، إلى تعطيل سير الامتحانات الرسمية. ويواجه الطلاب الذين انتقلوا إلى مراكز المحافظات الأخرى صعوبات كبيرة في التنقل وسط تصاعد الوضع. وقد أبرزت هذه العقبات التأثير الشديد للصراع على استمرارية التعليم ورفاهية الطلاب".

وينقل التقرير عن مجلس الجنوب اللبناني، المسؤول عن تقييم الأضرار، بأنه منذ 8 تشرين الأول 2023، بلغ حجم الدمار 3 آلاف حدة سكنية تم هدمها بالكامل أو جزئيًا. بالإضافة إلى ذلك، تضررت 12 ألف وحدة سكنية بشدة، وتعرضت 20 ألف وحدة لأضرار طفيفة. وقدرت القيمة الإجمالية للأضرار حتى الآن بنحو 1.7 مليار دولار أميركي.

وأفاد المجلس أيضًا أن القطاع الزراعي خسر 17 مليون متر مربع، احترقت نتيجة القصف الإسرائيلي، الناجم في المقام الأول عن الفوسفور الأبيض، مع آثار ستستمر لسنوات عديدة. بالإضافة إلى ذلك، "لم يتمكن المزارعون من حصاد المحاصيل من 12 مليون متر مربع من أراضيهم".

وحتى الآن، وفق OCHA، تضررت ما لا يقل عن 13 بنية تحتية للمياه بسبب القصف الإسرائيلي، مما أثر على إمدادات المياه لنحو 200 ألف مقيم في الجنوب والنبطية. وانخفض تحصيل رسوم المياه إلى ما يقرب من الصفر في محافظتي الجنوب والنبطية، مما وضع مؤسسة مياه جنوب لبنان في وضع صعب للغاية.

حتى الآن، قُتل ما لا يقل عن 107 مدنيًا، ووفقًا لوزارة الصحة العامة اللبنانية، يبلغ إجمالي عدد الضحايا (شهداء وجرحى) منذ 8 تشرين الأول 1904، بما في ذلك 466 شهيدًا بين مدني وعسكري لحزب الله.


استهداف المدنيين

وفي أحدث استهداف للمدنيين، يذكر تقرير OCHA:

- في 26 حزيران، أصيب خمسة مدنيين لبنانيين في غارة جوية إسرائيلية على مدينة النبطية، جنوب لبنان، مما أدى إلى تدمير مبنى سكني في حي المشاع وإلحاق أضرار بعشرات المنازل والسيارات الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، أفادت التقارير أن 14 آخرين أصيبوا بالذعر والتوتر والاختناق.

- في 2 تموز، قُتل مزارع في غارة جوية إسرائيلية في زلوطيه، صور.

- في 13 تموز، قُتل شخصان في غارة إسرائيلية بطائرة من دون طيار استهدفت شاحنة صغيرة في دير ميماس، جنوب لبنان.

في أعقاب التصعيد الأخير، "تأثر القطاع الزراعي بشكل كبير. ففي 8 تموز، قُتل أكثر من 800 حيوان في هجوم إسرائيلي على مزرعة ماشية في جبل طورا، جزين. وأدانت وزارة الزراعة اللبنانية الهجوم ودعت إلى تدخل دولي "لمحاسبة المسؤولين وتقديم المساعدة للمزارعين والرعاة المتضررين من الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة".

وفي 11 تموز، أعربت اليونيفيل عن مخاوفها بشأن ارتفاع مستوى التوتر الذي شهدناه مؤخرًا، واحتمال حدوث سوء تقدير قد يؤدي إلى صراع مفاجئ وأوسع نطاقًا، وحثت على العودة إلى وقف الأعمال العدائية.


النازحون

اعتبارًا من 9 تموز، نزح 98002 شخص داخليًا ويبحثون عن ملجأ في مختلف أنحاء لبنان، حيث ينحدر 97 في المئة منهم من مناطق بنت جبيل ومرجعيون وصور، وفق OCHA.

يعيش حوالى 82% من النازحين داخليًا حاليًا مع أسر مضيفة، بينما يستأجر 15% منازل. وانتقل اثنان في المئة آخرون إلى مساكن ثانوية. ويقيم حوالى واحد في المئة في 16 مأوى جماعي.

من بين 82% من النازحين داخليًا في بيئات مضيفة، يعيش 25608 مع أسر غير نازحة داخليًا، بينما يقيم 54923 شخصًا بشكل منفصل.

والجدير بالذكر، وفقًا للمنظمة الدولية للهجرة، "أن 19% من 80009 فردًا في بيئات مضيفة يعيشون في ظروف مكتظة. ويستضيف 1440 نازحًا في 16 مأوى جماعيًا، خمسة منها تقع في صور، وستة في حاصبيا، وأربعة في النبطية، وواحد في صيدا. كما أن 33% من النازحين هم من الأطفال ما دون 18 عامًا، بينما 34% من الإناث البالغات و33% من الذكور البالغين.

تعليقات: