غزة في مجلس الأمن:واشنطن تعترف بفجوات تعرقل الصفقة


حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن "نظام الدعم الإنساني في غزة يقترب من الانهيار التام"، مع تواصل العدوان الإسرائيلي على القطاع منذ أكثر من 9 أشهر.

جاء ذلك في كلمة الأمين العام التي أدلى بها نيابة عنه رئيس ديوانه كورتيناي راتراي أمام اجتماع عقده مجلس الأمن الدولي الأربعاء، حول الوضع في الشرق الأوسط بما في ذلك القضية الفلسطينية، برئاسة وزير الخارجية الروسية سيرغي لافروف.

وأكد راتراي عدم وجود أي شيء يبرر "العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني"، مشيراً إلى أن ما يقرب من نصف مليون شخص يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد والأمراض المعدية آخذة في الارتفاع، وسط "تحديات شديدة ومخاطر مميتة" يواجهها العاملون الإنسانيون التابعون للأمم المتحدة على الأرض.

وأشار إلى أن "الإجراءات الإسرائيلية تقوض السلطة الوطنية الفلسطينية، وتشل الاقتصاد الفلسطيني وتؤدي إلى انعدام الاستقرار وتسريع التوسع الاستيطاني بشكل كبير"، مؤكداً أن "المستوطنات الإسرائيلية انتهاك صارخ للقانون الدولي وعقبة رئيسية أمام السلام".

وقال راتراي: "التطورات الأخيرة تغرز سكيناً في قلب أي احتمال للتوصل إلى حل الدولتين. إن جغرافية الضفة الغربية تتغير بشكل مضطرد من خلال الخطوات الإدارية والقانونية الإسرائيلية"، مضيفاً أن "إحدى هذه الخطوات هي نقل سلطات في الضفة الغربية إلى نائب مدني في الإدارة المدنية الإسرائيلية. إذا تركت هذه التدابير من دون معالجة، فإنها تهدد بالتسبب في أضرار لا يمكن إصلاحها".

من جانبه، دعا وزير الخارجية الروسية خلال الجلسة، إلى وقف الحرب في غزة، قائلاً: "ندعو لوقف إطلاق نار شامل يسمح بإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين والأسرى الفلسطينيين في سجون إسرائيل".

وأكد لافروف أن خطة الرئيس الأميركي جو بايدن لعقد صفقة تبادل "شائنة" ورفضتها إسرائيل، مشيراً إلى "ضرورة إعطاء الفرصة للفلسطينيين لتقرير مصيرهم بأنفسهم من دون أي تدخل خارجي". وجدد دعم بلاده لعضوية فلسطين في الأمم المتحدة، متهماً "السياسات الأميركية الفاشلة" بالتسبب في انفجار العنف بالمنطقة.

بدورها، قالت مندوبة الولايات المتحدة في مجلس الأمن ليندا توماس غرينفيلد إن بلادها تعمل مع قطر ومصر وشركاء "بلا كلل من أجل صفقة حول غزة".

وأكدت خلال الجلسة أنه "ما زالت هناك فجوات للتوصل إلى صفقة"، وأن واشنطن تتعاون بشكل وثيق في ذلك مع كل من قطر ومصر، مشيرة إلى ضرورة توفير الدعم للمنظمات الإنسانية للقيام بدورها في قطاع غزة. ودعت المندوبة الأميركية إسرائيل الى اتخاذ خطوات "فورية" لتوصيل المساعدات إلى السكان المحتاجين.

ونددت مندوبة بريطانيا في مجلس الأمن بتوسيع إسرائيل مستوطناتها بالضفة الغربية "التي تقوّض حل الدولتين"، وأضافت أنه "ما من حل عسكري للنزاع في غزة، وفرض هذا الحل سيطيل أمد الصراع"، مشددة على أنه "يجب العمل على إقامة دولة فلسطينية ذات سيادة تعيش جنباً إلى جنب مع إسرائيل".

وفي السياق، قال مندوب فلسطين في الأمم المتحدة رياض منصور إن "ما يحدث في غزة من قتل سيسجل على أنه أكثر إبادة جماعية تم توثيقها في العالم".

وأضاف منصور مخاطباً أعضاء المجلس، "ما الذي ستفعلونه لوقف جنون (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتنياهو وحرب الإبادة التي يشنها؟"، محذراً من أنه "لا ينبغي الانتظار حتى تتحول هذه الحرب إلى حرب دينية لا نهاية لها".

أما المندوب الإسرائيلي جلعاد إردان، فقد أكد في كلمته خلال الجلسة أن "الحرب لن تنتهي الى حين إطلاق سراح كافة الأسرى في غزة"، وقال إن "هذه الحرب ستتواصل ما دمتم تتجاهلون الدور الإيراني. إيران أكبر تهديد للاستقرار العالمي، وهي أكثر خطورة من داعش".

وجاءت كلمة إيران على لسان وزير خارجيتها بالوكالة علي باقري كني، الذي شدد على "ضرورة اتخاذ التدابير اللازمة لحماية غزة بما فيها إجراءات الفصل السابع".

وقال باقري: "على مجلس الأمن محاسبة النظام الإسرائيلي المارق ووضع حد للإبادة الجماعية التي يمارسها"، كما طالبه بوقف الحرب على غزة ووقف تهجير الفلسطينيين، متهماً "النظام الصهيوني الإسرائيلي" بأنه المصدر الرئيسي لتهديد الأمن والسلم في المنطقة.

تعليقات: