في نهاية المطاف ، سيتمكنون من الإنتصار واستعادة حقوقهم المسلوبة والمغصوبة ، وسيتمكنون من تحرير بلادهم وتحرير اسراهم وتحرير إرادتهم وقرارهم
إنَّ شعوب محور المقاومة اليوم ، في المعركة المركبة والمعقدة التي تلت ملحمة طوفان الأقصى في منطقتنا ، تراهن على وعد الله لها بالنصر والغلبة في القرآن الكريم وفي الروايات الشريفة ، على عدوان الصهاينة وداعميهم وعلى ظلم هؤلاء المتوحشين وبطشهم وباطلهم ، وهذا الوعد القديم بقدم الرسالة الخاتمة ، يهدىء روع المؤمنين ، ويطمئن قلوبهم ، ويسعفهم في الصبر على تحمل الأذى والنقص في الأموال والأنفس والثمرات ، نتيجة الحرب والعدوان عليهم ، ويعطيهم الأمل بالنصر ، وأنهم مهما عظمت التضحيات والمعاناة والخسائر في جبهاتهم ، فإنهم في نهاية المطاف ، سيتمكنون من الإنتصار واستعادة حقوقهم المسلوبة والمغصوبة ، وسيتمكنون من تحرير بلادهم وتحرير اسراهم وتحرير إرادتهم وقرارهم ، ومن الإنتصار لمظلوميتهم ، وكل ذلك بفضل ايمانهم وصدقهم وإستضعافهم ، وأيضاً بسبب إطاعتهم لربهم ، وجهادهم عدوه وعدوهم ، ولكن الصهاينة في ذات الوقت يحتل كيانهم في هذه الأيام الخوف والذعر ، ويشعرون بالقلق والضياع بسبب الحرب التي يخوضونها وتذكرهم بما يعرفونه من أسفار توراتهم وروايات انبيائهم وأوليائهم وحاخاماتهم ، ويتحدثون كثيراً في إعلامهم وتحليلاتهم وفي كواليسهم ، عن قرب حصول الخراب الثالث الموعود لكيانهم ، لان تاريخهم يشهد لهم بأنهم خلال محاولاتهم المستميتة التي قاموا بها منذ نشأتهم ووجودهم الأول ، عجزوا عن إقامة دولة مستقرة ودائمة وعامرة ومزدهرة لمدة تزيد على الثمانين سنة ، لأن الخراب كان يأكل في كل مرة ما بنوا ظلماً وعدواناً على المعبود والعباد والبلاد ، وامام هذه المخاوف والتهديدات التي تبدو ظروفها اليوم جدية وناضجة وتبدو بوادرها ومؤشراتها واضحة وشواهدها مفحمة ، فإن الصهاينة يستعينون للتغلب على ما يواجهون من خطر وجودي ، بتَقَمُّص دور الوحش الذي سيفترس العالم المنافس والمقاوم له ، بأطفاله ونسائه وشيوخه وعمرانه وحرثه ونسله ، ويدَّعون بأنهم رغم المجازر والمذابح التي ما زالوا يفتعلونها منذ حوالي عشرة اشهر تلت ملحمة طوفان الأقصى الذي باركنا حوله ، ويدَّعون بأنهم أبرياء ومعتدى عليهم ، وهم يحاربون وحوش بشرية في غزة والضفة ، ليريحوا الإنسانية من شرورها .
هذا الإشتباك الذي تشهده منطقتنا اليوم بين أمة تلوذ بإلهها الرحمان الرحيم وناصر المستضعفين ، وبين أممٍ تلوذ بوحش أطماعها وجشعها واستعلائها وتغوُّلها على المستضعفين ، كما تلوذ بقوة المادة التي عبدتها دون الله ، وتستعين في معاركها على ترسانة من السلاح والتقنيات والاساطيل وصواريخ وكميات مرعبة من الذخائر المحرمة دولياً .
وهكذا نرى العالم اليوم للمرة الأولى بهذا المستوى من الوضوح والشفافية والسطوع ، يتابع ويراقب بلهفة وشوق وأملٍ كبير ، هذا الكباش المصيري والحاسم بين وحش المادية الغربية المتغول على العالم ، وبين أمة أطاعت ربها وجاهدت نفسها وبقيت محافظة على قِيمها واخلاقياتها ، الأمر الذي أدهش العالم في عظمته واسطوريته ، وجيَّش أحرار البريَّة لمساندتها ودعمها والوقوف الى جانب قضاياها العادلة ، وبذلت هذه الأمة المظلومة والمستضعفة ، كل ما اوتيت من قوةٍ ، لدفع عدوان وأذى عدو الله وعدوها ، وراهنت على وعد الله لها ، وستدهش هذه الأمة المخلصة العالم مجدداً بعظمة الإنتصار الذي ستحققه بعون الله ومَدَدِه ، وستذكِّر هذه الأمة العالم بعظمة الرسالات السماوية ، وبعظمة الإله الذي تمثل تعاليمه وفطرته ورسالاته البوصلة الوحيدة لخلاص الإنسان من المادة وأمراضها وشرورها وسطحيتها وجفافها وبؤسها وعماها .
إن أمتنا الحية اليوم ، من خلال معركتها المصيرية والحاسمة ، وأمام العالم والغرب الفرِح بأفكار فلاسفته الماديين أمثال نيتشة الذي أعلن موت الإله وموت الميتافيزيقيا ، تعلن بالفم الملآن يا أهل العالم إن الله حيٌّ لا يموت
"ومن أعرض عن ذكري ، فإن له معيشة ضنكا ، ونحشره يوم القامة أعمى ، قال ربِّ لما حشرتني اعمى وقد كنت بصيرا ، قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى"
صدق رب الحسين ع
ع.إ.س
باحث عن الحقيقة
19/07/2024
تعليقات: