بعد القتل والتهجير..فيروس شلل الأطفال يهدد أهالي غزة


أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة أن الفحوص أظهرت وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال (بوليو) في عينات من مياه الصرف الصحي في القطاع، وحذرت من "كارثة صحية".

وقالت الوزارة في بيان إن "نتائج الفحوص التي أجريت على عينات من الصرف الصحي بالتنسيق مع اليونيسف، بينت وجود الفيروس المسبب لشلل الأطفال".

ولفتت إلى "الزحام الشديد مع شح المياه المتوفرة وتلوثها بمياه الصرف الصحي وتراكم أطنان القمامة ومنع الاحتلال إدخال مواد النظافة بما يشكله ذلك من بيئة مناسبة لانتشار الأوبئة المختلفة"، مشددة على أن "رصد الفيروس المتسبب لشلل الأطفال في مياه الصرف الصحي ينذر بكارثة صحية حقيقية ويعرض آلاف السكان لخطر الإصابة بشلل الأطفال".

ودعت الوزارة إلى "وقف العدوان الإسرائيلي فوراً وتوفير المياه الصالحة للاستخدام وإصلاح خطوط الصرف الصحي وإنهاء تكدس السكان في أماكن النزوح".

بدورها، أعلنت وزارة الصحة الإسرائيلية العثور على أدلة تؤكد وجود فيروس شلل الأطفال في عينات مياه الصرف الصحي في قطاع غزة.

وقالت الوزارة في بيان إن "نتائج العينات تتطابق مع النتائج التي وجدتها منظمة الصحة العالمية في مصر". وأوضحت أن الحديث عن فيروس شلل الأطفال من النمط 2.

وأضافت: "العينات التي تم فحصها في مختبر بإسرائيل تثير القلق بشأن وجود الفيروس في هذه المنطقة"، مشيرة إلى المختبر الذي جرى فيه فحص العينات "معتمد من قبل منظمة الصحة العالمية"، وقالت إنها "تتابع وتدرس الخطوات اللازمة لمنع خطر انتشار المرض في إسرائيل".

وفي السياق، أفادت تقارير إسرائيلية بأن وزارة الصحة الإسرائيلية أوصت الجيش الإسرائيلي بتطعيم جنوده بلقاح معزز ضد شلل الأطفال بسبب انتشار الفيروس في مياه الصرف الصحي التي باتت تغمر شوارع قطاع غزة بسبب الهجمات الإسرائيلية.


تحذيرات أممية

على الصعيد الانساني أيضأ، قالت منظمة أوكسفام الخيرية إن "قطع إسرائيل الوصول إلى المياه والتدمير المنهجي للمنشآت والتعطيل المتعمد للوصول إلى المساعدات، خفض كميات المياه المتاحة في غزة بنسبة 94 بالمئة إلى 4,74 ليترات للفرد في اليوم أي اقل من ثلث الكمية الموصى بها في حالات الطوارئ".

كذلك، حذرت منظمة "باكس" الهولندية الناشطة من أجل السلام من تدهور الأوضاع الصحية في القطاع "الغارق" في النفايات والركام.

وأكدت في بيان أن "المنطقة برمتها يمكن أن تواجه قريباً مشكلات خطيرة على مستوى الأنظمة البيئية والصحة العامة".

بدروها، حذرت 13 منظمة دولية وإنسانية في تقرير من تعطل وصول المساعدات الإنسانية إلى القطاع، بينها منظمات "أطباء بلا حدود" و"أوكسفام" و"كير" و"سايف ذي تشيلدرن" و"أطباء العالم"، حيث أدانوا العرقلة المنهجية للمساعدات من قبل إسرائيل وهجماتها على عمليات الإغاثة.

وحذرت "أطباء بلا حدود" في بيان نقلت فيه أجزاء من التقرير من أن "الأحداث الأخيرة تؤدي إلى تفاقم الكارثة الإنسانية في حين تستمر المنظمات غير الحكومية في مواجهة العقبات التي يفرضها استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية البرية".

وذكّرت المنظمة ب"المجازر الأخيرة في مناطق آمنة" وقصف مدرسة تابعة للأمم المتحدة تُستخدم كملجأ في النصيرات، مؤكدة أن "المعابر في الجنوب مغلقة تماماً أو لا يمكن الوصول إليها من الناحية اللوجستية بسبب تدهور الأوضاع الأمنية"، وأشارت إلى أن أطناناً من المساعدات الضرورية جداً معرقلة هناك.

وأضافت أن أكثر من 1500 شاحنة مساعدات إنسانية تحتوي على الأدوية ومستلزمات للإسعافات الأولية ومواد أساسية عالقة في مدينة العريش المصرية.


المجازر مستمرة

وتستمر المجازر الإسرائيلية مع دخول الحرب على غزة يومها ال287، حيث أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية الجمعة باستشهاد "8 مواطنين في قصف للاحتلال استهدف منزلا لعائلة أبو شكيان في بلوك C بمخيم النصيرات وسط القطاع، بينهم أطفال".

وأضافت أن "6 مواطنين من عائلة أبو حسنين استشهدوا جراء قصف طائرات الاحتلال منزلاً في مخيم البريج وسط قطاع غزة. كما استشهد مواطنان في قصف لطائرات الاحتلال استهدف مدرسة تؤوي نازحين في مدينة غزة".

تعليقات: