الصيفية على الابواب ولا تفوت سنة إلا وأكون في الخيام، تحسُس هواها وزقزقة عصافيرها (عن شجر حاكورتنا) كانت تُرَدّ لي روحى وقلبى.
والآن قلبى خفق على هذه السيرة والدمعة سقطت من عيونى.. لكن ويا للاسف فلن أقدر أبداً على الذهاب إلى الخيام:
السببب الأول لأن بيتنا وقع، ولا مكان أنزل فيه في الخيام، الناس التي وقعت بيوتها بحاجة لمكان يناموا فيه...
السبب الثانى، متصل بالسبب الاول، هو أن والداتى، وهي أغلى شىء في حياتى ترقد بالمستشفي مصابة بجلطة بالراس سببت لها غيبوبة وشلل ولا تستطيع الكلام... وهي (كما يقولون) على الله.
حياتنا أصبحت ماساوية لهذا السبب. وسبب جلتطتها كان البيت الذي بنته للمرة الثالثة من بعد كل حرب، وأغراضها وجنى عمرها ضاع، أما ذكرياتها فلم يعد لها أثر، بالاضافة الى ضغوط نفسية اخرى أقعدتها في الفراش.. يارب تشفي لى امي، اغلى الناس.
بالنسبة لي أودّ الذهاب إلى الخيام وأودّ زيارة قبر والدي (بالميدان).. حياتى أصبحت تعيسة وسوداء ولم تعد حلوة ولم يبق فيها شىء يستاهل.
كنت أسافر إلى الخيام وأحسّ بوجود والداتي وبرعايتها وأحسّ بالحاكورة وبالغرف وبالبرندا والجيران... لكن الآن لم بعد للحياة كلها أي طعم والخيام لم يعد فيها حياة بالنسبة لي من غير والديّ الذين كانوا يعشقونها حباً وعبادة .
أطلت الكتابة لكن في النهاية الخيام هى بلدي وسأبقى أحبها لو غبت عنها كل العمر رغم أني ولدت وأعيش في الخارج... سأبقى أحنّ إليها كثيراً فيها رائحة أهلي بالأخص ذكرى والداي رحمه الله.
أتمنى أن يكون الظرف القادم أجمل وأن نقدر أن نتقابل ونحكي ونعبّر.
تعليقات: