كيف نفّست إبرة حزب الله المنطاد الأسطورة؟

منطاد يطلق إنذار لهجمات المسيرات بعيدة المدى
منطاد يطلق إنذار لهجمات المسيرات بعيدة المدى


«كيف يجيب العدو ناسه عن قصة منطاد «طل شمايم». لقد أنفق عليه مئات الملايين من الدولارات. وفيه رادار من نوع متطور جداً. وفجأة، تنقضّ عليه مسيرة نجحت في اختراق كل الدفاعات، ولم يكتشفها العدو إلا في اللحظات الأخيرة. ومع ذلك تُسقط هذه المسيرة الصغيرة منطاداً ليس له مثيل في الشرق الأوسط؟

كان لعملية الاستطلاع الدور الكبير والفعال. ناقشنا فكرة أن نسقط المنطاد وهو في الجو. وفي النهاية، وجدنا أن الأنسب لنا من الناحية العسكرية ضربه على الأرض. ولسنا مضطرين إلى أن نلحق به على ارتفاع 7000 متر، رغم أننا قادرون على ذلك.

أطلق العدو بروباغندا أساسها أنه متقدم علينا بكل شيء. وقف يؤاف غالانت بالقرب من المنطاد. وتحدث بثقة أن قواته تتقدم وحزب الله يتراجع... وفجأة، من حيث لا يحتسب، تصل مسيرة صغيرة، وتنقضّ على المنطاد وتشلّه تماماً».

هذه العبارات، وردت على لسان القائد في القوة الجوية التابعة لحزب الله، في معرض حديثه عن عملية إسقاط المنطاد. وهي عملية جاءت بعد أقل من أربعة أشهر، على وقوف وزير حرب العدو على منصة وضعت في ظل المنطاد العملاق، وأمامه ضباط وعناصر من سلاح الجو والاستخبارات. وهو لم يكن يحتاج إلى ما يزيد في استعلائه وهو يتحدث عن «انهيار معادلات ظنّ حزب الله أنه خلقها في لبنان».

غالانت، تحدّث مستنداً إلى ما يشبه «القول الجازم» لمنظوماته الأمنية والعسكرية التي أوضحت له أن، هذا المنطاد، يقوم بدوره في دعم عمل سلاح الجو. هو نفسه سلاح الجو الذي أصابته الصدمة حين وصلت الأنباء عن «حادث سيئ» في الشمال. قبل أن تسمح الرقابة بنشر أخبار مقتضبة. ثم قام حزب الله بعرض شريط فيديو، يشرح عملية استطلاع جوية لـ«منطاد المراقبة العملاق»، قبل أن يعرض صوراً إضافية بعدما نجحت مسيرة تابعة للقوة الجوية في حزب الله بالوصول إلى المنطاد وإصابته وتدميره.

سريعاً انقلب المزاج في إسرائيل. وخرج المعلقون يتهكمون على قياداتهم العسكرية والأمنية. وكتب أحدهم عن «فقاعة الهواء لبالون المراقبة» قائلاً: «أبعد من سحق الأنا والإضرار بالصمود الأمني، فإن انهيار بالون المراقبة المتطور يطغى على مشكلة إستراتيجية طويلة الأمد في المفهوم الأمني الإسرائيلي».

شكل منطاد «طل شمايم»، المنصة الأكثر قدرة وتفوقاً على جمع المعلومات بحسب سلاح الجو الإسرائيلي. وهو الأكبر من نوعه في العالم، ولا يوجد مثيل له في كل الشرق الأوسط. وقد تم تطويره على مدار سنوات عدة، ضمن برنامج مشترك لـ«مديرية الجدار» في وزارة الحرب الإسرائيلية ووكالة الدفاع الصاروخي الأميركية. نقل من أميركا مفككاً في حاويات، وجمعته فرق أميركية متخصصة.

اسمه الأجنبي هو (SKY DEW) والمعروف بالعبرية باسم «طل شمايم» أو «ندى السماء» بالعربية. ومقره في منطقة إيلانيا. وهو يعمل وفقاً لنظام Aerostat (HAAS)، وتم تصميمه من أجل تحقيق إنذار مسبق حول الهجمات الصاروخية البعيدة المدى وهجمات المسيرات البعيدة المدى. وهو قادر على اكتشاف التهديدات المختلفة على المستويات البعيدة أو المنخفضة، مع تغذية بيانات التهديد والاستهداف إلى وحدات الدفاع الجوي الإسرائيلية متعددة الطبقات.

يحمّل المنطاد مجموعة من أنظمة الاستخبارات الإلكترونية والتي تشتمل على عشرات أنظمة إلكتروبصرية، رادارات بعيدة المدى، أنظمة استخبار إشارة، معدات اتصالات نشطة وخاملة. كما تتبع له أهداف على ارتفاعات منخفضة وفي الأودية. أما المستشعر الأساسي في المنطاد، فهو نظام الرادار المتقدم «SKY DEW» حيث يتم تركيب هوائي الرادار والإلكترونيات وأنظمة الاتصالات ذات الصلة داخل حاجب أمامي كبير من القماش قابل للنفخ تحت غلاف الغاز المستقر للضغط في المنطاد. ويحتوي على حبل مزود بكابلات بيانات الألياف الضوئية، حيث يتم إجراء اتصالات البيانات بين المنطاد ومحطته الأرضية عبر روابط بيانات آمنة من الألياف الضوئية.

يوم 16 أيار، وبينما كان متوقفاً على الأرض، اخترقت مسيرة صغيرة ورخيصة الثمن غلافه، تم تفجير البالون وسحقه». أحد أغنياء العدو الذي يغدق بتبرعاته للدولة ومشاريعها العسكرية - هو دكتور في الفلسفة إلى جانب كونه رجل أعمال - يدعى شموئيل حِرلاف، كان كئيباً من الحدث، وكتب في «يديعوت أحرونوت» أن «انفجار البالون هو اختراق من حزب الله يمثل نظيراً لاختراق «حماس» للجدار العازل والأسوار في 7 أكتوبر. في شمال البلاد وجنوبها، تحطمت غطرسة التفوق الإسرائيلي التكنولوجي والاستخباراتي، ما ألحق ضرراً إستراتيجياً بأمن إسرائيل».

* ابراهيم الأمين، خديجة شكر

منطاد «طل شمايم»
منطاد «طل شمايم»


منطاد المراقبة العملاق
منطاد المراقبة العملاق


تعليقات: