فوضى انتشار السلاح والمحيط الطائفي يحد من قدرة بلدية الحدث على التحرك لتوقيف الفاعلين (المدن)
منذ أكثر من أسبوع تتواصل عمليات نشل المارة في محلة حارة البطم في منطقة الحدث. وقد اختارت عصابة السرقة شارع أديب الشدياق النائي، الممتد من مدرسة القلبين الأقدسين إلى سوبرماركت EXPRESS، الذي يقصده السكان لممارسة رياضة المشي أو التنزه. وبحسب ما روى قاطنون في ذاك الحي السكني لـ"المدن" يتبين أن عمليات النشل الثلاثة التي وقعت خلال أسبوع متشابهة وأبطالها شخصان (ربما ثلاثة) يركبون دراجة نارية، يعمدون إلى الاقتراب من الضحية للاستفسار عن عنوان في المنطقة وينتزعون سلاسل الذهب من أعناقهم.
السؤال عن عنوان
وأكد أحد السكان أن أول عملية نشل حصلت يوم السبت في عشرين تموز عند قرابة الساعة السادس عصراً كانت ضحيتها المواطنة، ن. برباري، التي أستوقفها شخصان يركبان دراجة سائلان عن عنوان، ثم اقتربا منها وانتزعا سلسلة ذهب من عنقها. وبعد هذه الحادثة بنحو نصف ساعة وفي المنطقة عينها، لكن في شارع آخر، تعرض المواطن ف. لبّس للنشل بالطريقة عينها. لكن بطل نشل لبّس كان شخصاً واحداً يركب دراجة نارية بيضاء اللون.
آخر عملية نشل حصلت في المنطقة كانت منذ يومين، وتمت بالطريقة عينها لعمليات النشل السابقة. يختار أفراد العصابة، الذين يركبون دراجة نارية ضحاياهم بعد معاينة المجوهرات على الأعناق من خلال الاقتراب منهم والاستفسار عن عنوان. يقتربون أكثر من الضحية لتقديم الشكر على المساعدة، وينتزعون سلاسل ذهب، ويفرون إلى جهة مجهولة. ضحية النشل يوم الخميس المنصرم كانت سيدة من آل بعقليني، حصلت حوالى الساعة السابعة مساء. استوقفها شاب يركب دراجة نارية يسأل عن عنوان ما. دلته على العنوان فحاول الاقتراب منها قائلاً لها أنه يريد أن يشكرها، فقالت له لا داعي. كشف عن مسدسه على خصره وقال لها أي يشخص يزعجك أخبريني عنه وأرديه قتيلاً... ثم ذهب في طريقه وعاد مسرعاً وحاول انتزاع سلسلة الذهب من عنقها. فقاومته لكنه تمكن من انتزاع جزء من السلسلة.
التعرف على أفراد العصابة
وفيما ناشد السكان عبر "المدن" بلدية الحدث والقوى الأمنية توقيف الفاعلين، أكدوا أنهم تمكنوا من التعرف على وجوه شخصين من أفراد العصابة، من خلال إحدى الكاميرات الموضوعة على أحد المباني. وقد تعرّفت أولى ضحايا النشل من آل برباري على وجوه السارقين على الدراجة النارية، في عملية النشل الأولى، فيما لبّس (الضحية الثانية) لم يتعرف على وجه أي منهما. ما يرجح وجود شخص ثالث في العصابة، التي كشفت بيانات الكاميرا أنها تستخدم أكثر من دراجة نارية. إذ تعمد العصابة على ركن دراجة واستخدام واحدة ثانية، وينفصل عناصر العصابة عن بعضهما بعد إتمام عمليات النشل.
رئيس بلدية الحدث جورج عون أكد أن هذه الحوادث مستجدة في حارة البطم لكنها تحصل في مناطق أخرى في الحدث وغيرها. وشكا عون من فوضى انتشار السلاح ومن "المحيط الطائفي والاجتماعي" الذي يحد من قدرة شرطة البلدية على التحرك بشكل أكثر فاعلية. لكنه أكد أن البلدية باشرت بتشديد الإجراءات الأمنية منذ يومين وهي على تنسيق مع القوى الأمنية. وستقوم بتكثيف الحملة الأمنية لوقف هذه الفوضى، التي تقلق راحة السكان.
تعليقات: