هل يدري وزير المال جهاد أزعور ماذا يجري في البلد?
اذا كان يدري فتلك مصيبة وإذا كان لا يدري فالمصيبة أعظم!
هل بلغه ان المؤسسات باتت تُصنَّف ثلاث فئات?
- فئةٌ اعلنت افلاسها;
- وفئة تتحضَّر لإعلان افلاسها،
- وفئة (نزحت) الى خارج لبنان قبل ان يضربها (اعصار) الافلاس?
هل بلغه ان الاشغال في البلد متوقِّفة (باستثناء اشغال بعض المتعهِّدين المحظوظين)?
هل بلغه ان البلد يتحضَّر لصيف (أسود) ثالث على التوالي?
فصيف 2005 كان صيف الإغتيال الكبير، وصيف 2006 كان صيف حرب تموز، والصيف الثالث سيكون صيف فتح الإسلام والتفجيرات والتهديدات والإستحقاقات?
* * *
كان يُفتَرَض ان يكون انشغالنا اليوم بتتبُّع ما يجري في نهر البارد وعين الحلوة والبقاع وتفجير سد البوشرية، وان يكون هاجسنا ملاحقة التطورات المتعلِّقة بالإستحقاق الرئاسي، لكن وزير المال جهاد ازعور شاء لنا ان ننهمك بقرار جائر لا إنساني أقل ما يُقال فيه إن المسؤولية قلب، ومَن كان بلا قلب ليتحسس مع شعبه وآلامه ومعاناته، فلا يجدر به ان يتحمَّل المسؤولية.
ونقول للقارئ:
القضية التي نحن بصددها ليست قضية خاصة بـ(دار الصياد) بل هي عيِّنة للجور اللاحق بكل المؤسسات من جراء سياسة (الإرهاب المالي) التي يُقال عنها زوراً انها (سياسة مالية).
تبدأ القصة حين تملكت (دار الصياد) قطعة أرض لتبني عليها مستوصفاً خيرياً وحين بدأت بمعاملات التسجيل فوجئت بأن وزارة المالية، بتعليمات مباشرة من أزعور، وضعت إشارة ليس على العقار المملوك فقط بل على مبنى (دار الصياد) الاساسي بذريعة التأخر في دفع الضريبة على القيمة المضافة.
* * *
ليضع الوزير أزعور ما طاب له من الإشارات وما شاء من الإشارات لأنها لن تؤثر في (دار الصياد)، فهذا الصرح الإعلامي ليس مطروحاً للبيع وبالتالي تكون (إشارة أزعور) كمعظم إشارات السير المعطّلة في البلد.
هل بلغ وزير ماليتنا ان الاولوية بالنسبة الينا توفير رواتب ما يناهز السبعمئة مواطن يمثلون عائلة (دار الصياد)? بالإضافة الى متوجبات شهرية ملزمة كثمن ورق وشحن المطبوعات الى العالم العربي والغربي ومصاريف المكاتب في الخارج والكهرباء والمولدات وفواتير الهاتف وغيرها من المصاريف التي لا تحصى ولا تعد في تحليل لصحيفة يومية.
* * *
هل بلغه ان حجم الأعمال متراجع الى ما دون النصف لأن المواطن يذهب بثمن الصحيفة الى شراء ربطة خبز.
هل يحتاج الى ان نقول له ان فلس الأرملة المتبقي في المؤسسة سيذهب الى أسرة (دار الصياد) الذين ينتظرون آخر الشهر والى صيانة معداتنا لنستطيع الإستمرار والصمود، بدل ان يذهب هذا (القِرش) الى (قُرش) مصلحة الضريبة على القيمة المضافة?
لن ندفع طالما انتم في وزارة المالية ولتضعوا الإشارة تلو الإشارة، وسنبقى نُصدِر مطبوعات (دار الصياد) بعرق الجبين، ولن تدفعنا ممارساتكم الى مد اليد وتسخير الأقلام لأننا في قلب معركة مصيرية تبَدون للأسف خارجها وليس لكم منها سوى حقيبة وزارية.
* * *
بالفترة الاخيرة استقبلتم وفداً من نقابتَي الصحافة والمحررين عرض لكم ما تعانيه الصحافة اللبنانية، وقيل إنكم (تفهمتم) ما طُرح عليكم. بئس هذا (التفهم) الذي ترجمتموه بوضع الإشارة على (دار الصياد)، ولكن ما حيلتنا مع وزير لم يحفظ من علم الاقتصاد سوى (فَتَح الجباية) و(جُند الضرائب).
تعليقات: