عدم قدرة باسيل على الإمساك بالقاعدة الحزبية في بعبدا دفعت الجنرال عون للتدخل مباشرة (المدن)
يسير التيار الوطني الحر بخطى ثابتة نحو المزيد من التضعضع في ظل قيادة رئيسه النائب جبران باسيل، المتهم من معارضيه أنه يريد السيطرة من خلال "تشحيل" الرعيل المؤسس لـ"التيار". هو بنظرهم أُسقط على التيار من باب التوريث ولا يحسب في عداد القيادات المؤسسة للحزب البرتقالي. لكن في مقابل مسار التضعضع الحالي لـ"التيار" الرسمي، تجمع الأخصام والمعارضين لتشكيل خيار سياسي جديد سيكون مزمناً وطويلاً بدوره. فلا استحقاقات سياسية أو شعبية قريبة، في ظل الأزمة السياسية التي يعيشها البلد، وفي ظل الحديث عن تأجيل الانتخابيات النيابية. وهذا معطوف على المصير المجهول للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة وانعكاسها على لبنان.
"الجنرال" يتدخل مباشرة
ما بات واضحاً أن الخطوة التي بدأها باسيل بطرد نائب بعبدا الآن عون تفاعلت في كل مناطق التيار وكان لها وقع كبير في قضاء بعبدا، حيث قدمت استقالات فردية كحال القيادي م. ه.، ثم أتت استقالة النائب سيمون أبي رميا منذ أيام، وذلك وسط حديث عن توجه العديد من الحزبيين لتقديم استقالاتهم تبعاً. هذا فضلاً عن تزايد عدد المعتكفين عن العمل الحزبي، الذين ينتظرون جلاء الأمور، وهم يشكلون "الأغلبية الصامتة".
التلويح بالاستقالات من قياديين، ولا سيما في قضاء بعبدا، وعدم قدرة باسيل على الإمساك بالقاعدة الحزبية في هذه المنطقة، حيث يحظى الان عون بشعبية واسعة، دفعت قيادة "التيار" إلى ترتيب لقاء لمنسقية بعبدا يحضره "الجنرال عون مباشرة". ووفق مصادر "المدن" يجري حاليا العمل على عقد لقاء موسع في بعبدا يحضره الرئيس عون لشرح الأسباب التي دفعته لتوصية باسيل بطرد النائب عون. وجرت تسريبات بأن الرئيس عون يعتبر أن النائب عون خانه، لأنه تمرد عليه ورفض الحضور إلى مجلس الحكماء. فقد طلب منه "الجنرال" شخصياً الحضور لشرب فنجان قهوة وليس للتحقيق، لكنه رفض. الأمر الذي اعتبره تمرداً عليه.
بذور الخلافات بين عون وباسيل
يبرر المقربون من النائب عون بأن الخضوع إلى مجلس الحكماء كان مرفوضاً منه بالشكل قبل المضمون. فهو رفض فكرة التشكيك بمواقفه وبأنه يعمل ضد مصلحة "التيار". واعتبر أن الأمر مهين لأنه بمثابة خضوع لرغبة باسيل ليس الذي يريد أن يتصرف بالتيار كأنه ملك شخصي له من دون أي مساءلة. فهو يرفض أن يراجعه أي أحد بمواقفه وبالقرارات، ويريد أن يتبعه الجميع حتى لو إلى الانتحار.
وتشرح المصادر أن بذور الخلافات بين "الجنرال" ونائب بعبدا بدأت في العام 2014 بسبب باسيل. حينها عرض نائب بعبدا على الرئيس عون فكرة خوض انتخابات ديموقراطية في رئاسة الحزب، ويكون "التيار" سبّاقاً والأول بين الأحزاب الكبرى في هذا المضمار. حينها رحّب "الجنرال" بالفكرة. وترشح النائب عون على الرئاسة. لكن "الجنرال" عاد وطلب منه الانسحاب وحصلت خلافات بينه وبين باسيل.
وتضيف مصادر مطلعة على تلك المرحلة أن عراب انسحاب النائب عون من السباق الرئاسي كان النائب إبراهيم كنعان. حينها طلب "الجنرال" من نائب المتن التوسط لحل الخلافات بين عون وباسيل والانسحاب له وينجح بالتزكية. وكان للجنرال ما تمناه، فقد ضغط كنعان على النائب عون. ونظم كنعان مأدبة غداء في بيته ضمت باسيل وعون الذي تنازل عن الترشيح. وهذا أحد أسباب امتعاض كنعان مؤخراً من طرد النائب عون من الحزب. لكن هل يخرج كنعان عن صمته ويتخذ موقفاً مشابهاً لموقف نائب جبيل سيمون أبي رميا الذي قدم استقالته عقب طرد عون؟ لا جواب واضح بعد، إذ ينقل عنه أنه لم يستنفذ محاولات إطفاء الحرائق بعد.
استقالات جماعية
لكن حال الغضب يعم "التيار" وفق أحد القياديين وهناك المزيد من الاستقالات ستحصل تباعاً. ويضيف أن ثمة مبادرة ما زالت في الكواليس لمحاولة إعادة لم الشمل لعدم حصول انشقاقات. لكن سيكون مكتوب لها الفشل لأن جميع المحاولات السابقة لقيت المصير عينه.
إلى ذلك يؤكد عونيون معارضون من خارج "التيار" أن الحزب سيشهد استقالات جماعية في المستقبل القريب. فثمة انزعاج كبير من قيادة باسيل ومن التراجع الذي أصاب الحزب. في السابق استفرد باسيل بقياديين وطردهم من التيار من دون أي ضجة. لكن الظروف السياسية والحزبية تغيرت كثيراً، معطوفة على أن "التشحيل" الحالي طال طرد نواب حاليين يحظون بشعبية واسعة في البيئة العونية.
تعليقات: