من ورشة إزالة الركام أمس (عمر ابراهيم)
البارد :
لم تخرج كلمات الخطباء في حفل إطلاق ورشة أعمال إزالة الأنقاض في مخيم نهر البارد القديم عن المألوف، فجددت بمجملها ما اكدته سابقاً من اصرار على اعمار المخيم واعادة النازحين اليه، الا ان اللافت ان المنظمين حرصوا على دعوة اكبر عدد ممكن من السفراء والدبلوماسيين العرب والاجانب بهدف اعطاء الاحتفال الدفع الدولي المطلوب، في وقت لم ينعكس فيه ذلك على سير الاعمال التي بدت روتينية، الامر الذي أدى إلى اعتراضات في صفوف بعض الاهالي ترجمة اعتصام على قاعدة »نسمع ضجيجاً ولا نجد طحيناً«.
وأعلن في مخيم البارد رسمياً أمس عن بدء أعمال رفع الأنقاض من القطاع »أ« عبر مهرجان شاركت فيه شخصيات سياسية ودبلوماسية وممثلو المنظمات الانسانية والاجتماعية وقيادات فلسطينية.
أقيم المهرجان في باحة مجمع مدارس الاونروا في المخيم بحضور ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي، رئيس لجنة الحوار اللبناني ـ الفلسطيني خليل مكاوي، رئيس مفوضية الإتحاد الأوروبي والدول المانحة المساهمة في تمويل عمليات إزالة الأنقاض باتريك لوران، المنسق الخاص للأمم المتحدة في لبنان مايكل وليامز، نائب المفوض العام للأونروا فيليبو غراندي، وسفراء: مصر، بلجيكا، النمسا، ايطاليا، المانيا، استراليا، قبرص، الدنمارك، فرنسا، النروج، اسبانيا، تشيكيا، والقائمين بأعمال سفارات كل من : السعودية، سويسرا، اليابان، الامارات، قطر، اليونان، عمان، روسيا، وممثلة عن منظمة اوبك اريج سانوسي.
بعد النشيدين اللبناني والفلسطيني، أكد السفير مكاوي أن الدولة اللبنانية تفي بما وعدت به »بأن خروج الأخوة اللاجئين مؤقت ورجوعهم مؤكد«،معتبراُ أن البدء بإعادة إعمار المخيم يدحض كل الشائعات حول الموضوع، على ان يبدأ إعمار القسم الأول في المخيم خلال الاسابيع الاولى من شهر كانون الثاني في العام المقبل«.
ورأى عباس زكي في مسيرة إعادة اعمار المخيم »خطوة أبعد من عملية بناء الحجر بقدر ما هي إعادة بناء العلاقات الحسنة والاخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني لتجاوز الماضي وفتح صفحة مشرقة تتعزز فيها أواصر التفاهم والعمل المشترك للتصدي للمشكلات الملحة التي نواجه«.
ودعا زكي المجتمع الدولي لتقديم شروط حياة إنسانية لأهالي المخيم، لأن الانتصار على الارهاب وهزيمته لا يتم بالقتال العسكري فقط، بل بتوفير شروط تنمية المجتمع المحلي لضحاياه وتأمين الحياة الكريمة لهم بما هو واجب وليس منة«.
وأضاف :»إذا كانت الحرب على الإرهاب تستدعي رصد اموال طائلة، فالمطلوب احداث التوازن بين هذا التمويل وبين تقديم الدعم اللازم لتنمية المجتمعات لمنع نشوء التيارات الارهابية، وقد ركزنا منذ البداية مع كافة المخلصين على العمل من اجل الاسراع في عودة الاهالي والبدء بالاعمار، وقد لاقينا تجاوباً رسمياً في لبنان وفلسطين ومن الدول المانحة، الذين ندعوهم جميعاً الى البقاء الى جانبنا حتى نتخطى هذه المحنة«.
كما كانت كلمات لكل من مايكل وليامز وفيليبو غراندي، أكدا فيها على دعم جهود اعادة اعمار البارد، واثنيا على الدور الذي تقوم به الاونروا والدول المانحة في تغطية النفقات وتوفير الاموال اللازمة، كما تطرقا الى مساعدات الدول والهبات التي يتم تقديمها.
اعتصام أهالي البارد
وبالتزامن مع المهرجان، وبدعوة من هيئة المناصرة لدعم مخيم نهر البارد ، نفذ اعتصام في الجزء الجديد من المخيم، رفع خلاله المعتصمون الشعارات المطلبية باللغتين الانكليزية والعربية التي كتب عليها : »طال النزوح... استمرت المعاناة... تأخرت العودة... متى الإعمار... ؟ واين الجهات المسؤولة عن معاناتنا«... كما رفعوا اعلام فلسطين ولبنان.
واعتبر عضو اللجنة المركزية للجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين ومسؤولها في الشمال اركان بدر، ان عملية إزالة الانقاض تشكل خطوة ايجابية تحتاج الى استكمال عبر وضع الآليات الزمنية الواضحة للشروع في إعادة إعمار الاحياء التي يتم الانتهاء من تجريفها الى جانب استملاك اراضي المخيم القديم وتكثيف الجهود الفلسطينية واللبنانية والدولية المشتركة لتوفير الاموال اللازمة لإعادة الاعمار حتى لا تتوقف هذه العملية عند معضلة عدم توفر الاموال«، وناشد »الدول الخليجية خصوصاً والعربية عموماً بالمساهمة في انهاء معاناة ابناء المخيم عبر تسديد الاموال التي تعهدت بها في مؤتمر فيينا يوم ٢٣/٦/٢٠٠٨ «. وطالب »بالغاء نظام التصاريح وتخفيف الاجراءات وتسليم ما تبقى من املاك خاصة في الجزء الجديد من المخيم والاراضي التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية، وتأمين التواصل بين قطاعات المخيم« ، كما انتقد اداء ودور ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان وفصائل التحالف تجاه ابناء البارد وملف الاعمار، وطالب بتشكيل فريق عمل موحد بين قيادة لبنان والشمال.
كما دعا عضو المكتب السياسي للجبهة الديموقراطية وفصائل المنظمة في لبنان علي فيصل الدول العربية لتوفير الاموال اللازمة للاعمار والى تكثيف الجهود المشـتركة بين الحكومة اللبنانية ومنظمة التحرير الفلسطينية والمجتمع الدولي لانجاح الاعمار.
وأكد مساعد ممثل منظمة التحرير في لبنان الدكتور كمال مدحت ان المخيم سيعاد اعماره ، واعداً ابناء البارد بأن بداية الاعمار ستكون مطلع العام ٢٠٠٩ وانه سيتم بناء ١٠٠٠ منزل في المرحلة الاولى من الاعمار.
وفي كلمة هيئة المناصرة لدعم مخيم نهر البارد، عرض عضو اللجنة الاهلية ابو النمر احمد ميعاري عرض فيها لمضامين المذكرات التي رفعها ابناء المخيم للحكومة اللبنانية وقيادة الجيش والمفوض العام والمدير العام للاونروا والقيادة السياسية الفلسطينية، والتي تدعو الى التدخل السريع من اجل انهاء معاناة ومأساة ابناء المخيم بالشروع الفوري في إعادة إعمار المخيم وتخفيف الاجرءات والغاء التصاريح وقيام الاونروا بمسؤولياتها.
وقد قام وفداً من هيئة المناصرة لدعم مخيم نهر البارد ترأسه منسقة فرع الشمال في جمعية النجدة الاجتماعية نوال حسن بتسليم المذكرات الى المعنيين.
تعليقات: