ردّ الحزب هو ساعة الصفر لإخلاء الضاحية!

تكاد لا تُسجل زحمة سير في الضاحية هذه الأيام (Getty)
تكاد لا تُسجل زحمة سير في الضاحية هذه الأيام (Getty)


في العام 2018 نشر الجيش الاسرائيلي صوراً فضائية لثلاثة مواقع في بيروت، ادعى أن حزب الله يستخدمها لإخفاء منشآت صناعة صواريخ دقيقة تحت الأرض. وكانت المواقع التي عرض نتانياهو صورها خلال خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في شهر أيلول من ذلك العام، قريبة من مطار بيروت الدولي. وكان ملعب العهد على سبيل المثال أحد هذه المواقع. واليوم يتكرر هذا الأمر.

انتشرت في الساعات الماضية صورة جويّة لمنطقة الليلكي في الضاحية الجنوبية، يزعم الجيش الإسرائيلي أنّها صورة لمنشأة عسكريّة تحت الأرض تابعة لحزب الله وتستخدم لتطوير الصواريخ الدقيقة. وهو ما أثار قلقاً كبيراً بين سكان الضاحية، الذين يعيشون القلق بعد الضربة التي تعرضت لها الضاحية نهاية شهر تموز الماضي. وحسب معلومات "المدن"، فإن الصورة سبق أن نُشرت منذ سنوات وليست جديدة. ولكن استخدامها اليوم يأتي في سياق التصعيد والحرب النفسية التي تُخاض بين الاسرائيليين واللبنانيين.


حياة في النهار فقط

نظر أحد المالكين في منطقة الليلكي بقلق إلى الصورة لمحاولة اكتشاف موقع منزله نسبة لما ينشره الاسرائيلي، فوجد أن المكان المقصود ملاصق لمنزله. وهو الذي يسكن اليوم في الجنوب. وبالتالي، أصبح خيار العودة إلى منزله في الضاحية خياراً صعباً للغاية. فالشعور الذي كان قائماً طيلة الأشهر الماضية تبخّر مع استهداف حارة حريك.

قبل استهداف القيادي في حزب الله فؤاد شكر كان سكان الضاحية يعيشون الحرب عن بُعُد. فكانت الحياة تضج فيها ليلاً نهاراً، وكان سكانها يعيشون حياتهم بشكل طبيعي، حتى أن الضاحية شكلت ملجأً للنازحين من القرى الجنوبية الذين تركوا منازلهم للبحث عن الأمن والأمان، فكانت الضاحية وجهتهم، ولكن بعد الضربة الاسرائيلية تبدل المشهد.

لا يمكن لساكني الضاحية إلا أن يُلاحظوا أن حالات نزوح كبيرة قد سُجلت بعد الضربة الاسرائيلية. إذ تكاد لا تُسجل زحمة سير في الضاحية هذه الأيام خصوصاً خلال الليل. فالضاحية خلال النهار باتت مختلفة عما هي عليه خلال الليل. فمن يملك مصلحة اقتصادية في الضاحية يقصدها خلال النهار، لكنه لا ينام فيها. وبالتالي، فإن الحركة الاقتصادية لم تتأثر بعد. ولكن حالات النزوح خلال الليل كبيرة للغاية. وحتى ولو قرر هؤلاء النوم بالضاحية، إلا أنهم نقلوا عائلاتهم خارجها، على اعتبار أن الإخلاء قد يتطلب سرعة، وقد لا يكون هناك وقت كاف لنقل الأغراض الأساسية.

قلق من الرد على الردّ

في الضاحية شعور بأن المرحلة المقبلة ستشهد استهدافات اسرائيلية داخل الضاحية الجنوبية. وهم يعتقدون أن الرد الاسرائيلي على ردّ حزب الله سيكون باستهدافها. لذلك ترك كل من لديه خيار آخر منزله ولجأ إلى مناطق أخرى. منهم من استأجر ومنهم من لجأ إلى الأقارب، حتى أن بعض السكان فضلوا التوجه إلى الجنوب، حيث يعتبرون أن الاكتظاظ السكاني في الضاحية يجعل الخطر عليهم أكبر بكثير مما هو الحال في الجنوب، حيث تكون المنازل مستقلة.


رد حزب الله.. ساعة الصفر

رغم عدم وجود قرار حالي بإخلاء الضاحية، إلا انه من النادر أن نجد مبنى بكامل ساكنيه. فالكل اليوم بانتظار رد حزب الله على اغتيال فؤاد شكر. ومن قرر من السكان البقاء في الضاحية في هذه الفترة، يعتبر أن لحظة حصول الرد من قبل المقاومة ستشكل ساعة الصفر لهم لكي يخرجوا منها. ولذا، من المتوقع أن تشهد الضاحية حالات نزوح جماعية كبيرة لحظة وقوع رد الحزب، تحسباً للعمليات الإسرائيلية الإنتقامية.

تعليقات: