بلراحل الكبير الوزير السابق جورج قرم
رجل الدولة والنزاهة في زمن قلّ فيه أصحاب المبادئ والقيم
أصدر منسّق ملتقى حوار وعطاء بلا حدود وجمعية ودائعنا حقّنا الدكتور طلال حمود البيان التالي: فُجعنا اليوم بنبأ وفاة الصديق العزيز والدائم للملتقى والجمعية الخبير المالي والإقتصادي والمؤرخ والمفكّر والكاتب والسياسي المغفور له الدكتور جورج قُرم الذي كان لنا شرف التعاون معه في الكثير من المحطات إبتداءً من مراحل تأسيس الملتقى وتنظيم لقاء التعارف الأوّلي الموسّع في قاعة توفيق طبارة في بيروت مروراً بتنظيم عدة ندوات اقتصادية كان أهمها وأكبرها حشداً نوعياً المؤتمر الذي نظّمه الملتقى حول : *آفاق الإصلاحات الادارية والمالية على ضوء مقررات سيدرز ودراسة ماكينزي والحلول المقترحة "
والذي عُقد في 28 آذار 2019 ،في القاعة الرئيسية لفندق رمادا بلازا –الروشة (السفير سابقا).
وشارك فيه نخبة من المختصين في الشأن الإقتصادي والمالي والإداري، حيث ترأس الراحل الكبير الجلسة الأولى من المؤتمر وكانت تضم أهم الإقتصاديين وخبراء المال
ونذكر جيداً يومها كيف أجمع كل المحاضرين على أن السياسات المعتمدة من قبل كل الحكومات السابقة من بداية التسعينيات سوف تؤدي إلى الإنهيار الإقتصادي والمالي الشامل الذي لا مناص منه.
وهذا ما حدث بالفعل بعد أشهر من ذلك المؤتمر بعد تسارع الخطوات نحو الإنهيار بسبب السياسات القصيرة الأمد والإعتماد الكامل على الإقتصاد الريعي والإستدانة الداخلية والخارجية والهبات والمكرمات وهو ما كان يحذّر منه الوزير قرم وغيره من الخبراء المخضرمين.
ولم تتوقف بعد ذلك كل أشكال التعاون والتنسيق مع الراحل الكبير بعد حالة الإنهيار الإقتصادي والمالي والنقدي الذي شهدها لبنان وخلال الفترة التي كنا فيها نتبادل معه الآراء حول قضية استرجاع أموال المودعين وكيفية الخروج من المأزق الإقتصادي المأساوي والأزمة التي تسببت بها الطبقة الحاكمة الفاسدة في لبنان.
وخلال كل تلك التجارب وفي كل المناسبات عرف الجميع وشهد بأن الراحل الكبير كان من أهم رجالات الدولة وأكثرهم شفافية ونزاهة ووطنية، خاصة وأنه رافق خلال معظم تجربته رجل آخر من ذات الطينة الوطنية الطيّبة إلا وهو الرئيس سليم الحص الذي يعرف الجميع انه ضمير لبنان ووجدانه الخالص وأنه من انظف وأنزه السياسيين الذين عرفهم لبنان.
إنّ خسارتنا لهذا الخبير المالي والاقتصادي والمفكّر ورجل الدولة النظيف والحريص دائماً على مصلحة الوطن ووحدته وخلاصه من الفساد المستشري ومن الفاسدين والمفسدين المتسلطين على رقاب الناس والنافذين الذين أثروا على حساب خزينة الدولة ومال الشعب ونهبوا أموال المودعين وقضوا على مستقبل أربعة ملايين لبناني نتيجة جشعهم وتجاوزهم لكل مبادئ الحُكم الرشيد والشفافية والنزاهة والإستقامة.
رحم الله فقيدنا الكبير، وأودع نفسه الراحة الأبدية وشمله بعفوه وعنايته وألهم أهله وعائلته ومحبيه الصبر والسلوان وستبقى ذكراه خالدة كلما ذكرنا النزاهة والإستقامة ورجل الدولة لأنه جسّد القول بالفعل فكان بارّا بوطنه ضنّينا بحريته ووحدته وسيادته .
د .طلال حمود منسق ملتقى حوار وعطاء بلا حمود وجمعية ودائعنا حقّنا
تعليقات: