ناشط دولي يحمل صندوقاً من المساعدات لدى وصول السفينة إلى غزة، أمس، وبدا علم لبناني
التاسع والعشرون من تشرين الاول .٢٠٠٨ تاريخ جديد يشهد على كسر الحصار عن قطاع عزة للمرة الثانية خلال ثلاثة اشهر. انطلقت سفينة »الأمل« من مرفأ لارنكا في قبرص، متحدية الامطار، وهي تحمل على متنها ٢٧ ناشطاً دولياً من حملة »غزة حرة«، رست عند العاشرة من صباح أمس على شاطئ القطاع بسلام ومن دون مواجهة أي عقبات، فتحولت تهديدات المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية يغال بالمور بمنع وصول السفينة، الى ترهات محاها المطر.
وكان ٤٧ ناشطاً دولياً من حملة »غزة حرة« قد كسروا الحصار للمرة الاولى، في ٢٣ آب الماضي، عبر باخرتين قاموا بشرائهما من خلال التبرعات التي جمعوها، برغم التهديدات التي تلقوها من الحكومة الإسرائيلية. ومعظم المشاركين في الرحلة التي وصلت امس جدد ولم يشاركوا في الرحلة السابقة.
وأقلّت السفينة، التي يبلغ طولها عشرين مترا وحملت طناً من الإمدادات الطبية، ٢٧ ناشطاً من ١٣ دولة، بينهم النائب الفلسطيني مصطفى البرغوثي والايرلندية ميريد كوريغان ماغواير، الحائزة على جائزة نوبل للسلام عام ١٩٦٧ لعملها من اجل السلام بين الكاثوليك والبروتستانت في ايرلندا الشمالية. وقالت ماغواير »لا يمكن للحكومة الإسرائيلية ان تعزل غزة الى الأبد. سنأتي مرة تلو الاخرى«.
وقالت المتحدثة باسم الحملة هويدا عرّاف من غزة، خلال اتصال مع »السفير« إن »اسرائيل حاولت تخويفنا فأرعبها إصرارنا وعزمنا«، مضيفة »حين وصلنا إلى المياه الإقليمية لغزة، حوصرنا من قبل الزوارق الحربية الإسرائيلية، وذلك في محاولة منهم لإخافتنا. تجاهلناهم. ثم طلبوا منا التعريف عن أنفسنا. وبعدما قطعنا مسافة ٢٠ ميلا، أبلغنا السلطات الفلسطينية عبر سماعة »في.أتش.أس« بوصولنا. سمعت البحرية الإسرائيلية الخبر وانهالت علينا الأسئلة. نحن لم نطلب الإذن منها بالدخول بل وجهنا إليها تنبيها باقترابنا من الشاطئ«. وتابعت إن البحرية الإسرائيلية سألت عن نقطة انطلاق السفينة، والمحطة الأخيرة التي توقفت عندها، إضافة الى أسماء الربانين والطاقم، »حتى انتهت بنا الأسئلة عن مكان توجهنا، فقلت لهم بصوت عال إلى غزة...«.
وأشارت عرّاف الى أن استقبال الحملة في القطاع كان خجولاً بالنسبة للمرة الاولى، عازية السبب الى »ان شعب غزة اعتاد ان تكون زيارتنا متكررة، خصوصاً أننا لن نتوقف عن تنظيم رحلات ثالثة، خامسة وعاشرة... حتى يتم فك الحصار عن القطاع«. أما أمنيتها حول الرحلات السابقة، فتقول »أن تنطلق سفينة تضامنية من مرفأ بيروت«.
بدوره، أشار أحد مؤسسي لجنة فك الحصار في غزة أسعد أبو شرخ، خلال اتصال مع »السفير«، الى أن »شعب غزة يدعو الى المزيد من السفن المتضامنة للضغط على الحكومة الإسرائيلية بفك الحصار عنه«.
وعقد رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار جمال الخضري مؤتمراً صحافياً، تزامناً مع وصول السفينة، أكدّ خلاله أن »فعاليات كسر الحصار ستستمر، كما سيكون هناك برنامج للمتضامنين للإطلاع على الواقع الذي خلفه الحصار في غزة«. وذكر أن »المرحلة الأولى كانت مع سفينة »الحرية« ثم »الأمل والكرامة«، أما في المرحلة المقبلة فسنؤكد حقنا في استخدام المياه الإقليمية، ونعد حالياً لكسر الحصار عبر الطائرة«.
ولفت الخضري الى أن المتضامنين سيمكثون في غزة أربعة أيام، للإطلاع على الأوضاع هناك »قبل العودة ومعهم عشرات المرضى والطلاب الفلسطينيين الذين يملكون أوراقاً ثبوتية لدخول قبرص«.
من جهتها، اعتبرت »الحملة الأوروبية لرفع الحصار عن غزة« ان وصول السفينة »دشن خطاً بحرياً رسمياً ينهي الحصار الجائر المفروض على القطاع«. وقال رئيس الحملة عرفات ماضي »إن ما تم تحقيقه من نجاح في خرق حصار غزة هو نصر جديد ومهم في معركة كسر الحصار«. وشاركت »الحملة الأوروبية« في تسيير »سفينة الأمل« إلى غزة، كما زودتها بالأدوية والأطباء والمعدات الطبية.
هنية يستقبل الوفد
ورحب رئيس الوزراء الفلسطيني المقال إسماعيل هنية بوفد المتضامنين، معتبراً أنها »لحظة تاريخية ان نستقبل هذا الوفد في غزة المحررة«، كما قدم وسام »كسر الحصار« لجميع أعضاء الوفد ومنحهم كزملائهم في الرحلة السابقة، جواز السفر الفلسطيني.
من جهتها، شددت حركة الجهاد الإسلامي على أن نجاح هذه الخطوة »دليل على إمكان كسر الحصار الظالم المفروض على شعبنا، إذا ما توفرت الإرادة الحقيقية لذلك«.
تعليقات: