تحالف متحدون:أين اتحاد المصارف العربية من مودعي لبنان الذين تُغسل أموالهم بواسطة الاقتصاد النقدي؟


عندما يطالعنا اجتماع اتحاد المصارف العربية في فندق فينيسيا في بيروت البارحة واليوم للبحث في مكافحة غسيل الأموال والإرهاب تتبادر إلى أذهاننا تساؤلات أساسية: أين ضمير العرب اليوم من "سرقة العصر"؟ أين الكفاءة الحقيقية للمصرفيين والخبراء الاقتصاديين الكبار الذين يجتمعون اليوم في لبنان على مرأى ومسمع من هتك حقوق المودعين؟

عندما يكون الاجتماع برعاية وحضور "حاكم مصرف لبنان بالإنابة ورئيس هيئة التحقيق الخاصة في لبنان" لا يسعنا إلا أن نستذكر القول: "فيك الخصام وأنت الخصم والحكم". فأي غسيل أموال (المودعين) يتحدثون عنه وهو يتطلب بالدرجة الأولى "الشفافية" وغياب "تضارب المصالح" في وقت يكون "الحاكم والرئيس" المذكور مرتكباً ومتواطئاً وخصماً وحكماً في آن؟!

ألم يسمعوا صوتنا في كل مرة نصرخ طلباً للحق والعدل لمن قام "القطاع المصرفي" على أكتافهم وجنى أعمارهم؟ ألم يروا الانتهاك الصارخ لكل القوانين والأعراف المصرفية من خلال أفظع تعاميم لذاك "الحاكم والرئيس" الذي حوّل المودعين إلى متسولين لحقهم ومالهم؟ أوليس القيّمين على هذا الاتحاد هم أنفسهم من عوّم الأعضاء اللبنانيين في جمعيتهم، أصحاب المصارف اللصوص وعصابة الأشرار وأغدقوا عليهم الجوائز والعطايا؟

اليوم وأمام تحوّل لبنان وتحت أنظارهم وتحت أنظار "الرقابة الدولية" إلى الوكر الأول عالمياً لغسيل الأموال، أموال المودعين المسروقة عنوة، يأتون أنفسهم مدّعين امتلاك الحلول لجرائم الاختلاس المالي والتبييض عبر الحدود. وأي إرهاب هذا الذي يكافحون أمام إرهاب الدولة الذي تُسكت به السلطة اللبنانية أي مطالب بمكافحته؟

أين هم من الدعاوى ضد "الحاكم والرئيس" الدكتور في القانون وسيم منصوري ومن قبله سلفه رياض سلامة ونجله ندي وشقيقه رجا ومساعدته ماريان وشركات "فوري" و"أوبتيموم" و"LIBANK" وOMT وسواها، العالقة أمام "القضاء اللبناني" رغم ثبوت الأدلة وفظائع الضرر بحق المودعين وسائر الشعب اللبناني، لا بل بحث بلد بأمه وأبيه أجهزوا على حاضره ومستقبله وحوّلوا أبناءه إلى تائهين في وطنهم بعدما حوّلوه إلى مرتع للموت الدمار والركام؟

نكتفي بغيض من فيض الموبقات بحق المودعين واللبنانيين ونقول لكل من بقي لديه أثر لضمير حي: كفى! على الأقل، احذروا غضب الله والبشر والتاريخ. اتعظوا، وانحنوا أمام كل صاحب حق يطالب به، بعد اغتصاب كهذا!

"يمكن الكذب على الجميع لفترة. ويمكن الكذب على بعض الناس باستمرار. لكن يستحيل الكذب على الجميع إلى ما لا نهاية". هذه كلمات الرئيس الأميركي الراحل أبرهام لينكولن؛ صورته على ورقة عملة الخمس دولارات، فتأمّلوها وتمعّنوا...

تعليقات: