أبا وائل كامل إدريس.. صانع الحياة في طفولتي وحاضري

كامل إدريس، أحد أقارب جد الكاتب لأمّه، المعروف باسم أبو وائل، على اليمين
كامل إدريس، أحد أقارب جد الكاتب لأمّه، المعروف باسم أبو وائل، على اليمين


سأعود الى فصل من فصول مهنتي الأحب؛ التعليم.

اليوم أنا من سأقرأ الصورة وليس طلابي.

كامل إدريس، أحد أقارب جدّي لأمّي، المعروف باسم "أبو وائل" على اليمين.

كان بطلًا من أبطال طفولتي.

كانت جدّتي "أم أحمد" رحمها الله ، تستعين به لإنجاز ما تريد في هندسة و تصميم حديقتها في قريتنا الخيام. هندسة بالفطرة و تصميم بالفطرة !

كان مبدعًا دون حدود في انجاز أي عمل يطلب اليه بدقة فائقة.

كان يبني و يزرع .

و لهذا المتواضع الأمين ، الكثير من الفضل حتى يومنا هذا في وجود العدد الأكبر من أشجار حديقتنا و بقائها على قيد الحياة.

بعد وفاتها ، سررت بلقائه بعدما أخذت قرار اعادة فتح بيتها الذي تعبت في إنشائه و تزيينه.

هو متواضع ، لكنه كل ذكريات طفولتي.

زارني في أوائل زياراتي للخيام بعد انقطاع دام ستة سنين ، كان كافيًا ليباس الجزء الأكبر من الأشجار أو تلف جزء كبير منها على أقل تقدير.

عرضت عليه اعادة إحياء الحديقة ، و لم يجادلني بالبدل المادي. قال اعطني ما تريد.

كنت مستعدًا لدفع الكثير ، في سبيل اعادة الحديقة الى ما كانت عليه.

و راهنت على يديه "الخضراوتين".

اسبوع ، اثنان ، ..

بدأت الحديقة تتنفس ، و بعد فترة وجيزة ، عادت اليها الحياة.

عاد كل شيء كما كان .

هنا مسكبة الزعتر ،

هنا المردكوش ،

هنا العطرة ، الأحب على قلب جدتي .. و هكذا .

قبيل أحداث الجنوب ،

اصطحبته معي في السيارة و اشترينا سويًا نصبة "صبّير" أو تين شوكيّ.

زرعها بعناية ، و استمتعت بمراقبته ، كما كنت أفعل طيلة أيام طفولتي السعيدة هناك.

كنت أظن أن لتينك اليدين في الصورة فضلٌ على طفولتي ،

اليوم أيقنت أنهما زرعتا شيئا أعظم و أكبر بكثير.

" السعيد أيمن كامل إدريس " الذي قضى يوم أمس في مسيرة في الخيام.

بالعودة الى الصورة ،

الطفل الذي على نعش السعيد ، حزين اليوم

و فرح غدًا .

سيلقى عناية عمّه و جدّه و جدّته .

و سيرتوي مما ارتوى منه السعيد أيمن فيغدو يومًا ما بطلًا مغوارًا لا يخشى الموت و يخشاه كل عدوّ.

هنيئا ما زرعت يداك "أبا وائل" .

هنيئا يا صانع كل جميل في ذكريات طفولتي و حاضري.

* محمد باجوق

تعليقات: