شنّت اسرائيل سلسلةً من الغارات الجويّة على عددٍ من القرى والبلدات الجنوبيّة (علي علوش)
اشتدت وتيرة المواجهات العسكريّة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيليّ، منذ عصر اليوم، الثلاثاء 10 أيلول، في تصعيدٍ ملحوظ، هو الأوّل من نوعه بعد ردّ الحزب منذ نحو الأسبوعين، على اغتيال أحد قادته العسكريين فؤاد شكر.
اشتداد القصف
إثر استهداف مسيّرة اسرائيلية لدراجةٍ ناريّة في البقاع تابعة لأحد عناصر حزب الله الذي نعى شهيده، أعلن الجيش الإسرائيليّ في بيانٍ صدر عنه أنّه "هاجم في وقتٍ سابق اليوم في منطقة قرعون وقضى على المخرب محمد قاسم الشاعر القائد في وحدة الرضوان التابعة لحزب الله". وذكر أن "محمد قاسم الشاعر روّج لمخططات إرهابيّة ضدّ دولة إسرائيل، حيث تعتبر عملية القضاء عليه بمثابة ضربة إضافية لقدرات حزب الله تنفيذ عمليات إرهابية من لبنان نحو الجبهة الداخليّة الإسرائيليّة في الشمال". وفي البيان ذاته، قال أنه قصف "بالمدفعية الصوانة وعيتا الشعب في جنوب لبنان".
وبعد هذا الاستهداف، شنّ الجيش الإسرائيليّ سلسلةً من الغارات الجويّة على عددٍ من القرى والبلدات الجنوبيّة، وأبرزها غارة غربي بلدة الطيري، وسهل الخيام.
وأعلن مركز عمليات طوارئ الصحة العامة التابع لوزارة الصحة اللبنانية، في بيان، أن "الغارة التي شنها العدو الإسرائيلي على مبنى في مدينة النبطية، أدّت إلى إصابة 12 شخصًا بجروح، من بينهم شخص استدعت جروحه دخول للمستشفى، والبقية جروحهم طفيفة وعولجوا في طوارئ المستشفى نفسه"، وذلك في حصيلةٍ نهائية. فيما شنّ غارةً أخرى على مبنى في ساحة بلدة رشاف بقضاء بنت جبيل ما أسفر عن تدميره.
ومساء اليوم، صدر بيانٌ آخر عن الجيش الإسرائيليّ قال فيه أنّه "في ردٍّ سريع خلال دقائق، شنت طائرات حربية هجمات على مواقع الإطلاق في منطقتي الطيري والمنصوري التي أُطلقت منها الصواريخ نحو منطقتي ساسا والجليل الغربي في وقت سابق اليوم". وأشار إلى أنه "بالإضافة إلى ذلك، هاجمت طائرات مقاتلة في وقت مبكر من اليوم، منشأة عسكرية تابعة لحزب الله في منطقة رشاف في جنوب لبنان". وأضاف أنه "في وقت لاحق، بعد الإنذارات التي انطلقت في منطقتي ساسا وميرون (الجرمق) الساعة 16:29، تم رصد حوالي 30 صاروخًا عبرت من لبنان نحو المنطقة، حيث تم اعتراض بعضها وسقط الباقي في مناطق مفتوحة، من دون وقوع إصابات". وتابع أنه "في وقت لاحق، بعد الإنذارات التي انطلقت في منطقة الجليل الغربي الساعة 16:21، تم رصد حوالي 15 صاروخًا عبرت من لبنان، وتم اعتراض بعضها، دون وقوع إصابات".
ضربات الحزب
من جهته، نفذ الحزب سلسلةً من العمليات العسكريّة، وأعلن أن مقاتليه استهدفوا "مرابض مدفعية العدو التابع للكتيبة 411 في "نافي زيف" ومقر قيادي تشغله حاليًا قوات من لواء "غولاني" في قاعدة "جبل نيريا" بعشرات صواريخ الكاتيوشا". وقال إن ذلك يأتي "دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، وردًا على اعتداءات العدو على القرى الجنوبية الصامدة والمنازل الآمنة وخصوصًا الاغتيال الذي نفذه العدو في البقاع الغربي واستهداف مبنى على طريق زبدين-النبطية". كما وأعلن عن استهداف موقع العباسية بقذائف المدفعية، وتموضعًا لِجنود العدو الإسرائيلي في موقع الراهب بالأسلحة المناسبة.
وأفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي بأنه تم رصد حوالي 30 صاروخًا أطلقت من لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في المستوطنات الشماليّة، حيث "تم اعتراض بعضها فيما سقط الباقي في مناطق مفتوحة من دون وقوع إصابات".
وفي وقت سابق، ذكرت إذاعة الجيش الإسرائيلي، أنه "تم رصد حوالي 15 صاروخًا عبرت من لبنان، وتم اعتراض بعضها، دون وقوع إصابات"، وذلك عقب دوي صافرات الإنذار في منطقة الجليل الغربي. وذكرت تقارير إخبارية بأن الصواريخ التي أطلقت باتجاه جبل الجرمق أسفرت عن اندلاع حرائق في المنطقة تعمل فرق الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية على إخمادها.
كما وأفادت الإذاعة في تقريرٍ آخر، بأن "طائرة مسيرة تابعة لحزب الله تحلق فوق سماء الجليل الأعلى منذ أكثر من 10 دقائق، وقد تمكنت حتى الآن من قطع مسافة تزيد عن 20 كيلومترًا والوصول إلى منطقة تقاطع عميعاد، قرب بحيرة طبرية". وأضافت "يبدو أن الطائرة المسيرة لم تُعترض حتى الآن وما زالت تحلق في الأجواء منذ فترة طويلة".
تعليقات: