علي الجراح قبل اختفائه في تموز الماضي
صدمة كبيرة في البلدة والعائلة.. وبيان الجيش يزيل الشك...
علي الجراح »الفدائي العروبي المناضل« الذي خدع المرج...
حتى الأمس وقبل المعلومات والأخبار الاعلامية، كانوا يعرفونه بـ»علي الفلسطيني، او الفدائي والعروبي والمناضل«، وليس علي الجراح الموقوف بتهمة التجسس لمصلحة الموساد الاسرائيلي، بعد ان تكفل بيان قيادة الجيش بقطع الشك باليقين عند الكثيرين من اهالي بلدة المرج وأقاربه المصدومين، او المخدوعين بعلي الذي »كان يزايد علينا بالقضية الفلسطينية وعروبته«.
بكثير من الوجوم والصدمة والاستغراب، تلقت بلدة المرج وعائلة الجراح (متزوج وأب لشابين وثلاث صبايا)، خبر اكتشاف شبكة تجسس لمصلحة الموساد والاعلان عن توقيف علي الجراح لتورطه ودوره الاساسي في هذه الشبكة. وكانت عائلته قد فقدت الاتصال به في شهر حزيران الماضي وقامت بمراجعات لدى الأجهزة الأمنية والقضائية ولم تستطع الوصول الى أي نتيجة، وقامت بتعميم صورة له في وسائل الاعلام، علها تساعد في ايجاده، وباءت محاولاتها بالفشل، حتى يوم السبت الماضي في ٢٥/١٠/٢٠٠٨ حين داهمت قوة من مخابرات الجيش اللبناني منزله او الفيلا الفخمة في المرج وأوقفت شقيقه يوسف وضبطت سيارة »الباجيرو« التي أشير اليها باحتوائها على كاميرا متطورة ومعدات للتصوير. وقتها كما يقول بعض الاهالي، أيقن بعض اقاربه وعائلته بأن علي موقوف لدى الجيش اللبناني، بتهمة التجسس لمصلحة الموساد، وهم الذين اعتادوا على صورة معاكسة تماما رسمها علي في أذهانهم من خلال كلامه وتصرفاته الظاهرة وسلوكه اليومي مع عائلته وأقاربه وكل من يتعامل معه في الحياة.
مقابل الصدمة وعدم التصديق هناك أشخاص كثر أيقنوا بتورط علي بهذه القضية، مدللين على وضعه المالي »المريح جدا« ومنزله او القصر، لافتين إلى أن تصرفاته كانت تنم عن ذكاء حاد لإبعاد الشبهات، لافتين الى استحالة الشك بعد بيان قيادة الجيش الذي اكد تورطه.
المنزل في المرج على غير عادته، الاضواء خافتة والسكون يلف المنزل وغرفه وما يحيط به، والصحافة والاعلام غير مرغوب بهما وممنوعان من الدخول، وزوّار المنزل الاعتياديون والكثر باتوا قلائل جدا، ولا احد في المنزل سوى والدته وزوجته وشقيقته التي لا تصدق حكاية تورط شقيقها علي في شبكة اسرائيلية، »فهو المقاوم وأبو القضية الفلسطينية في المرج، فما يحكى عن تورطه ليس سوى تصفية حسابات بين الفصائل والكوادر الفلسطينية«، وفق ما تقول شقيقته، »المتأكدة من براءته«.
الوالدة والزوجة المفجوعتان بقضية علي، لا تريدان الا الصورة الحلوة عنه والكلام عن اندفاعه وتحمسه للقضية الفلسطينية التي تطوع للدفاع عنها منذ مطلع شبابه، »وليس التعامل مع من سبب نكبة الشعب الفلسطيني ونكبتنا«. هنا الكلام يتوقف وتحبسه الدموع والوجوم والأسى، الذي يطبع وجهي زوجته ووالدته. ولكن هناك شكوكا وكلاما قبل المداهمات راج وشاع بين اهالي البلدة قبل الاخبار والكشف الاعلامي لهذه الشبكة.
حين تسأل عن علي الجراح في المرج، يقابلونك بعلامات الصدمة والاستغراب وبعضهم حتى اليوم لا يصدق، وتجد هناك من يورد امثلة عن طبيعة حياته وتعلقه بعروبته وفلسطينيته.
يقول احد اقاربه »يمكن ان تشك بأي شيء الا العمالة لليهود، او ان يكون علي متورطا في التجسس لمصلحة اسرائيل التي تربى على كرهها، وكانت الدافع لانضمامه الى منظمة »فتح«، فدائيا في المرحلة الاولى ثم مسؤولا وكادرا اساسيا، وأكمل مسيرته الفلسطينية مع »فتح الانتفاضة« التي يرأسها »ابو خالد العملة« وظل يتردد عليه الى سوريا في الفترة الاخيرة التي سبقت اختفاءه، وكان يتولى قبل توقيفه، ادارة مستوصف ومهنية للتدريب على مهنة التمريض والاسعافات الاولية في بلدة جلالا يتبعان اداريا وماليا لمنظمة فتح الانتفاضة. ثم يستدرك ويقول بعد الاعترافات والمضبوطات لا مجال للشك بعمالته للإسرائيليين.
وكانت مديرية المخابرات في الجيش اللبناني قد داهمت أمس مزرعة تعود لأحد أقارب علي.
فيلا علي الجراح في المرج (سامر الحسيني)
تعليقات: