البيطار: المقاومة الشريفة المنقذة والفساد الجرمي المهلك يتضادان ولا يلتقيان


قد لا يصح الحديث أو الكتابة عن أي موضوع سياسي أو اقتصادي أمام هَول الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني بحق أهلنا الأبرياء ومقاومينا الأبطال، فالحدث يتطلب، في هذه المرحلة الخطيرة، تضامناََ وطنياََ قويا وصادقاََ، إلا أني، كمودع وكرئيس لـ "إتحاد المودعين في مصارف لبنان" كمؤيّد ومناصر بوَعي وبقوة للمقاومة بمواجهة المشروع الصهيوني في فلسطين

ولبنان ودول الطوق وعلى إمتداد كل المنطقة العربية. هذا المشروع الذي تحدث عنه مؤسّسو الحركة (اللوبي) الصهيونية المشرقية (تيودور هرتزل وغيره) منذ أواخر القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، قبل وبعد "وعد بلفور" الهادف إلى هيمنة إسرائيلية مطلقة على كل المنطقة العربية والشرق الأوسط ... تأييدي للمقاومة لا يمنعني بل يلزمني، في هذه اللحظة الكيانية المصيرية، مقاربة ما حصل ويحصل من زوايا متعددة، أهمها المنظور المالي والاقتصادي الذي نجح العدو الإسرائيلي بتحقيق مبتغاه في هذا المجال عبر منظومة فساد سياسية مصرفية مدعومة ومغطاة أميركياً وأوروبياً، ماسونياً وصهيونياً، تشكلت هذه المنظومة وتشارك بها معظم أهل السياسة في لبنان، سياديين وممانعين (وفقا للمصطلح المعتمد) ومن بيئة المقاومة والحلفاء(!!!) ، حققت هذه المنظومة نجاحاََ عظيماً للمشروع الإسرائيلي من خلال سرقة أموال المودعين وإخراج المليارات إلى المصارف الأوروبية المرتبطة عضوياً بالخزانة الأميركية، تهريباََ وتبييضاََ ونصباََ واحتيالاََ، وتنفيذ خطة الإبادة الجماعية والترحيل الممنهج للبنانيين تمهيداً لفرض معادلات جديدة في لبنان و المنطقة لمصلحة الهيمنة الإسرائيلية المطلقة كما نصّت عليه "صفقة القرن" عملاََ بنظرية "مَن يسيطر على الإقتصاد يمتلك السلطة".

تمت سرقة أموال المودعين و تمّ إسقاط الدولة وها هو مشروع الإبادة الجماعية وترحيل اللبنانيين تنفذه المنظومة بإصرار و إتقان !!!

كان يجب على المقاومة أن تواجه الفساد ومنظومته السياسية المصرفية وأن تقمعها و أن تفشّل مخططاتها، الأمر الذي لم يحصل للأسف, وهذا ما إرتدّ سلباََ على اللبنانيين عموماً وعلى أهل المقاومة وبيئتها بشكل خاص وعلى قوة المقاومة ومناعتها والمهابة .

فهل يجوز الاستمرار بهذا النهج المتغاضي ؟!!

وأختم :

من القلب والعقل والضمير، أطلب النصر للمقاومة، وستنتصر.

ومن القلب والعقل والضمير، أطلب أن يكون بعد اليوم ليس كما قبله وبالأخص لناحية قمع المنظومة وإعادة أموال المودعين ومنع الإبادة الجماعية وترحيل اللبنانيين.

وللبحث تتمة.

المحامي حنا البيطار، (رئيس إتحاد المودعين)

  20 أيلول 2024

تعليقات: