عندما نقارن بين تقديرات وتصريحات نتنياهو وغالنت وبن غفير وسيموتريتش وهاليفي من جهة وتصريحات وتقديرات باراك وبريك وبابية من جهة ثانية ، ندرك الفرق بين الإنفصال عن الواقع وبين الواقع ، كما ندرك الفرق بين من ما زال يكابر ويريد تغيير الواقع بالتهديد والوعيد والهوبرة ، وبين من جرَّب الحروب والمواجهات واستخلص العبر وفهم الدرس بأن لا أمل له بالبقاء إلا بالرجوع إلى الخلف وتخفيض سقف التوقعات والتمييز بين الأهداف الواقعية والأحلام الخرافية .
مع ضرورة التنبه الى ان الفرق بين نتنياهو وبونغريون لا يكمن في غباء الأول وعبقرية الثاني طبعاً ، لأن الأول مجرم أهوج فاقداً للإتزان ، نتيجة الهزائم المتلاحقة التي مني بها كيانه ، والثاني مجرم قاتل أسس هذا الكيان على جماجم الفلسطينيين المستضعفين ، وجاء يوم الإنتقام الإلهي والإنساني من جرائمه وعدوانه وطغيانه المدعوم من قوى الإستعمار العالمي المجرم ، لذلك فإن نتنياهو لن يكون المؤسس الثاني للكيان بل لن يكون إلا دافع فاتورة جرائم بُناة المشروع الصهيوني لفلسطين والمنطقة ، بعد نهضة ويقظة شعوب المنطقة ، وانفضاح المشروع الصهيوني امام أحرار العالم .
نتنياهو وكيانه يريدان تغيير الشرق الأوسط ، والله يريد إنفاذ سنته التاريخية في تصحيح المسار الإنحرافي للحضارة الإنسانية الذي احدثه الغرب الجماعي بزعامة اميركا ، على يد الذين قال عنهم رب العزة "بعثنا عليكم عباداً لنا أولي بأس شديد ، فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً"
لذلك فإن المكابرة وانكار الواقع لا يبنيان الانتصارات ولا يحققان الأحلام الفاسدة والمجرمة ، بل يعمقان المآزق وينشران الفوضى والخراب ، ويسرِّعان الهبوط والإنهيار ، وينقلان اصحابهما من حربٍ الى حربٍ ، بلا أفق وبلا جدوى وبلا اجابات على سؤال ماذا في اليوم التالي ؟
في ذكرى ولادة رسول الرحمة محمد ص كل عام وانتم والأمة بخير ونصر وسلام
ع.إ.س
باحث عن الحقيقة
22/09/2024
تعليقات: