العدد الكلي للذين نجحوا بالدخول نحو الجانب السوري، عبر المصنع، يصل قرابة ألفي شخص (Getty)
شهدت المعابر الفاصلة بين سوريا ولبنان، لا سيما معبر الصنع/جديدة يابوس، حركة نزوح كثيفة لعشرات العوائل اللبنانية والسورية، على خلفية التصعيد الإسرائيلي الكبير على الأراضي اللبنانية. ونجحت أعداد جيدة من العوائل في العبور للجانب السوري، فيما ما زالت أعداد أخرى تنتظر انتهاء إجراءات الدخول.
تهويل الأعداد
وتقول مصادر متابعة لـ"المدن"، إن اليوم الأول من التصعيد الإسرائيلي، الاثنين، شهد حركة مرور عادية لعوائل لبنانية وسورية على المعابر، فيما كان الثلاثاء، اليوم الثاني للتصعيد، أكبر بكثير لجهة أعداد العائلات. وتضيف أن الوضع على الحدود لا سيما معبر المصنع، كان ضمن الأعداد والازدحام المعقولين، ومتناسبة إلى حد ما مع طاقة المعبر الاستيعابية.
وتوضح المصادر أن العدد الكلي للذين نجحوا بالدخول نحو الجانب السوري، عبر معبر المصنع، يصل قرابة ألفي شخص حتى ساعات عصر الثلاثاء، والعوائل السورية كانت تشكل الغالبية، بينما ما زالت عشرات العوائل الأخرى تنتظر انتهاء إجراءات الدخول، وتصل أعداد المنتظرين مثل أرقام الذين دخلوا أو أكثر بقليل، وسط تكدس مئات السيارات على المعبر.
وأشارت أن عشرات الأشخاص عبروا خلال اليوم الأول للتصعيد نحو الجانب السوري، حيث كانت حركة الدخول أكثر من العادية بقليل، وكان الداخلون هم مواطنون لبنانيون وسوريون.
وبالنسبة للمعابر الأخرى، فقد سُجّل دخول عدد من العائلات غالبيتها لبنانية في اليومين الأول والثاني للتصعيد، عبر معابر العريضة وجوسية والدبوسية. وكانت غالبية العوائل تنحدر من مناطق بعلبك والهرمل والقرى الحدودية التي يسيطر عليها حزب الله، حسبما ذكرت المصادر.
وزار محافظ ريف دمشق أحمد خليل، وقائد الشرطة في المحافظة، اللواء بلال سليمان، معبر المصنع من الجهة السورية. وأكد المحافظ أن ثمة تهويل لجهة الأعداد الداخلة إلى سوريا، كما وجّه بتقديم التسهيلات كافة الإجراءات للراغبين بالدخول.
النظام يسهل الاجراءات
وكانت الإجراءات على الجانب السوري من المعبر، على نقيضين. فالبنسبة للعوائل السورية، كانت الإجراءات روتينية، وأدت عملية فرض تصريف الـ100 دولار من قبل النظام السوري على السوريين، إلى ذلك الازدحام الكبير، بينما كانت إجراءات الدخول بالنسبة للعوائل اللبنانية بسيطة وميسرة.
وأعلن محافظ ريف دمشق أحمد خليل إن المحافظة جهّزت مراكز إيواء ومراكز طبية ومواد غذائية ومياه شرب لاستقبال الوافدين، فيما أعلنت وزارة الصحة السورية، وضع جميع المشافي التابعة لمديريات الصحة في المحافظات الحدودية مع لبنان بجاهزية تامة لاستقبال أي حالات، مشيرةً إلى أنها رفدت المعابر بسيارات إسعاف مجهزة على مدار 24 ساعة، إضافة إلى أطباء، وإرسال الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة.
وفي حمص، قال مدير الدفاع المدني في المحافظة العميد مهذب المودي، إنه جرى تجهيز 5 مراكز إيواء رئيسة تتسع لحوالى 40 ألف شخص، و9 مراكز إيواء احتياطية تتسع لحوالي 25 ألف شخص، مضيفاً أن مراكز الايواء مجهزة بكل الخدمات الضرورية من ماء وكهرباء ومرافق صحية وهاتف وفيها مواد الايواء الضرورية من حرامات وإسفنج وعوازل وأدوات المطبخ.
أين توجهت العائلات؟
وتقول المصادر إن معظم العائلات اللبنانية العابرة من المصنع/جديدة يابوس، الثلاثاء، توجّهت نحو أحياء الأمين والجورة وزين العابدين والإمام الصادق، فيما شهدت منطقة السيدة زينب، جنوب دمشق، استقبال عدد كبير من العوائل.
وتضيف أن متطوعين شكلوا لجان محلية لاستقبال تلك العائلات، وتجهيز البيوت الفارغة في المناطق المذكورة، لاستقبال العائلات التي لا تملك أقرباء أو معارف للاستقرار مؤقتاً لديهم، فيما رُصدت الاثنين، سيارات تحمل اللوحات اللبنانية، تسأل عن منازل للإيجار في مناطق في دمشق، مثل الدويلعة والكباس على أوتوستراد حمص- دمشق، بالقرب من الغوطة الشرقية، وكذلك تكرر المشهد في قلب العاصمة دمشق، ومناطق أخرى في ريف دمشق، مثل داريا.
وبالنسبة للمعابر الأخرى، فتؤكد المصادر أن معظم العائلات الخارجة من بعلبك الهرمل والقرى المحيطة بهما، توجهت إلى مناطق سيطرت حزب الله في ريف حمص، لا سيما في القصير، وسط معلومات أن البيوت التي استقروا فيها، تعود لعائلات سورية، هجرها حزب الله والنظام السوري.
تعليقات: