جزء كبير من أهالي طلاب المدرسة من الجنوب ويستقبلون نازحين من قراهم في بيوتهم (المدن)
حيال الفوضى الحالية التي خلفتها الدولة في كيفية تنظيم استقبال النازحين من الجنوب، وعوضاً عن التعاون مع الأجهزة المعنية والجمعيات التي تحاول مساعدة النازحين، أقدم شبان من منطقة زقاق البلاط (بحسب الأهالي ينتمون لحركة أمل) على اقتحام مدرسة الليسيه عبد القادر الخاصة وأحضروا إليها نازحين من الجنوب. الأمر أدى إلى إحداث بلبلة لا فائدة منها في الظروف الحالية كما قال أهالي الطلاب مناشدين عبر "المدن" المعنيين التدخل لإعادة المبنى، وعودة أولادهم إلى المدرسة.
إدارة المدرسة تفاوض لحل المشكلة
ويشير أهالي الطلاب إلى أن المدرسة بدأت بتعليم الطلاب في 17 أيلول المنصرم، أي قبل بدء العدوان الإسرائيلي على لبنان، وصدور قرار وقف التدريس عن وزير التربية عباس الحلبي. وقد أحضر الطلاب كتبهم والقرطاسية (باتت تتضمن القرطاسية حتى ورق الحمام ومواد التنظيف) وبدأوا الدروس. لكن منذ يوم أمس باتت المدرسة مقراً للنازحين، إذ أقدم شبان من المنطقة على اقتحامها وأسكنوا فيها نازحين من الجنوب والبقاع. وهذا رغم أن هذه المدرسة خاصة ولم تدرج على لائحة لجنة الطوارئ الوطنية كمركز لإيواء النازحين. فوزارة التربية سلمت لجنة الطوارئ لائحة تتضمن عشرات المدارس الرسمية في مختلف المناطق اللبنانية لاعتمادها كمراكز إيواء.
إدارة المدرسة أبلغت الأهالي بأكثر من بريد إلكتروني أنها بصدد التفاوض مع المعنيين لإعادة المبنى. لكنها في المقابل أبلغتهم أنه في حال لم تسو الأمور ستضطر للجوء للتعليم من بعد. لذا طالب أهالي الطلاب عبر "المدن" المعنيين التدخل لحل هذه الإشكالية وإعادة أولادهم إلى المدرسة الأسبوع المقبل، طالما أن قرار وزير التربية بوقف الدروس مدد لغاية نهاية الأسبوع الحالي.
غالبية الطلاب من الجنوب
ويروي الأهالي أن إدارة المدرسة استأجرت المبنى في مجمع المدارس من وزارة التربية بقيمة تزيد عن 500 ألف دولار بالسنة. وقد أتى هذا الخيار بعد ترك المدرسة المبنى الأثري الذي تعود ملكيته لهند الحريري، التي قررت بيعه منذ نحو خمس سنوات. وإلى هذا الايجار السنوي دفعت إدارة المدرسة ما يزيد عن مليون دولار لإجراء تحسينات وترميم وإصلاحات وتجهيزات على المبنى، ليصبح متوافقاً مع نظام التعليم الفرنسي. وقد دفع الأهالي هذه المبالغ من خلال الأقساط السنوية على أولادهم. وقد رفعت الإدارة الأقساط بشكل جنوني بحجة إجراء هذه التحسينات، إذ وصلت المساهمة المفروضة على الأهل لصندوق دعم المدرسة إلى 5500 دولار عن كل ولد.
ويشير أهالي الطلاب إلى جزء كبير من طلاب هذه المدرسة التابعة للبعثة الفرنسية هم من سكان الجنوب، ويستقبلون حالياً النازحين من قراهم في بيوتهم. ويسألون هل تشريد الطلاب من مدرستهم تعبّر عن التصدي والصمود بوجه العدوان الإسرائيلي؟ هل إقفال المدرسة، في ظل وجود عشرات المدارس المخصصة للنازحين، عمل بطولي؟ لذا ناشد الأهالي العقلاء في حركة أمل التدخل لحل هذه المشكلة التي تنعكس عليهم وتزيد ضغوط النزوح عليهم أكثر وأكثر.
مأساة أهالي الطلاب لا تقتصر على اقتحام هؤلاء الشبان مدرستهم، بل شكوا من أن إدارة المدرسة ستلزمهم بتعليم أولادهم من بعد. وفي الانتقال للتعليم من بعد سيضطر أولياء الأمور إما إلى ترك وظائفهم للبقاء إلى جانب أولادهم أو البقاء بلا علم. ومطلبهم هو عودة أولادهم إلى المدرسة وقرار واضح من وزير التربية بتأجيل العام الدراسي أو إلزام المدارس الخاصة بعدم اعتماد هذا التعليم بحجة العدوان الإسرائيلي على لبنان. فطالما أن المدرسة في مكان آمن على الإدارة تعليم الأولاد حضورياً. فبعيداً من المشاكل الاجتماعية والاقتصادية التي سيخلفها التعليم من بعد، التعليم الحضوري أنجع طريقة للتصدي للعدوان الإسرائيلي.
تعليقات: