ريف دمشق: معاناة اللبنانيين والسوريين المهجّرين من الإيجارات المرتفعة

يحصل القسم الأكبر من اللبنانيين على خدمة نقل مجاني (Getty)
يحصل القسم الأكبر من اللبنانيين على خدمة نقل مجاني (Getty)


يواجه قسم كبير من الوافدين من لبنان نحو سوريا، سواء كانوا سوريين أو لبنانيين، أزمات ومعوقات تبدأ منذ دخولهم الأراضي السورية، ولا تنتهي حتى بعد حصولهم على مأوى تحت خيمة، أو في منزل أحد المعارف، وانتهاء باستئجار منزل في دمشق أو ريفها.

وحسب مصادر محلية تحدثت لـ"المدن"، رفع أصحاب سيارات الأجرة التي تقل الوافدين من المعابر الحدودية حتى دمشق أو ريفها أسعارهم بشكل مضاعف. ويؤكد حسام، اسم مستعار لوافد سوري، أنه دفع مبلغ 150 دولار أجرة سيارة أقلته من لبنان حتى ريف دمشق، مؤكداً لـ"المدن" أن سائقي سيارات الأجرة يستغلون كثافة الوافدين ورغبتهم في الوصول إلى منازلهم أو منازل معارفهم.


عائلات لبنانية

وفيما يحصل القسم الأكبر من اللبنانيين على خدمة نقل مجاني من قبل النظام أو من جهة شركات النقل الخاصة، والتي تقلهم نحو مخيمات معدة مسبقاً للإيواء، تبدو معاناة السوريين أكبر في ظل تجاهل النظام لتقديم وسائل المساعدة لهم.

مصادر أهلية من مدينة داريا في ريف دمشق أكدت لـ"المدن" قدوم عدد لا بأس به من العائلات اللبنانية إلى المدينة وإلى منطقة شواقة التابعة لها، حيث حصل قسم من هذه الأسر على سكن مجاني، قدمه بعض أهالي المدينة، بينما اضطر قسم آخر إلى استئجار منازل في حي الشاميات وسط المدينة، بأسعار تتفاوت بين مليون و500 ألف ليرة وحتى مليونين و500 ألف ليرة، وهي مبالغ كبيرة مقارنة بأسعار الإيجارات في السابق.

مصدر من الهلال الأحمر في داريا أكد لـ"المدن" أنه سيتم إعادة فتح فرع الهلال في المدينة، حيث يتم إحصاء موجودات المستودعات من فرش وأغطية ولوازم إغاثية، بهدف تقديم المساعدات للأسر اللبنانية الوافدة إلى المدينة.

وليست داريا المدينة الوحيدة التي تستقبل الوافدين اللبنانيين، لكن نسبة كبيرة من هؤلاء تمكنوا من الإقامة فيها بسبب صلاتهم بعائلات سورية كانت لاجئة جنوبي لبنان، كما تؤكد مصادر محلية لـ"المدن".


العودة إلى المنازل

وفي الوقت نفسه، تشير المصادر من داخل المدينة إلى قدوم عشرات العائلات السورية إليها، ومن بينهم محمود (35 عاماً) الذي كان يقيم في الجنوب اللبناني، لكنه قرر أخيراً الفرار من المنطقة نحو منزل عائلته في داريا بعد أن حطمت قذيفة أبواب ونوافذ المنزل الذي يقطنه في الجنوب، حسب ما يؤكد لـ"المدن".

ويضيف أنه قام أولاً بإرسال زوجته وولديه إلى داريا، ثم استخدم أحد معابر التهريب لدخول الأراضي السورية، لكن تم كشفه، ما اضطره إلى تسوية وضعه ليتم السماح له بالعودة إلى منزل العائلة.


سوق العقارات يلتهب

وعقب دخول آلاف الوافدين من لبنان، سجلت أسعار إيجارات المنازل ارتفاعاً جديداً خصوصاً في دمشق وريفها، وذلك لأن بعض الأسر اللبنانية والقسم الأكبر من الأسر السورية لجؤوا إلى المنطقتين. وبالموازاة، نقل موقع "أثر برس" الموالي، عن وافدين لبنانيين إلى حمص، ارتفاع أجرة الغرفة الفندقية إلى 170 وحتى 200 دولار، عن الليلة الواحدة.

ويتوقع أحد العاملين في قطاع العقارات في ريف دمشق حدوث ارتفاع كبير في إيجارات المنازل، وذلك بسبب ندرتها من جهة، ولزيادة الطلب عليها من قبل الوافدين من جهة أخرى.

ويضيف لـ"المدن" أن العامل الأساسي لرفع الإيجارات سيكون الدولرة غير المعلنة لها، على اعتبار أن الوافدين يحملون العملة الصعبة بحوزتهم، وحتى لو لم يدفعوا الإيجار بالدولار فسوف يتم تحديده وفقاً لهذه العملة.

تعليقات: