سقط أكثر من 15 معلماً ومعلمة في الأيام الأخيرة وتشرد الآلف منهم جراء القصف المتمادي (علي علّوش)
رغم كل المأساة التي يعيشها لبنان لم يصدر أي قرار عن وزارة التربية أو الحكومة بتعليق العام الدراسي بعد. بل ما زال وزير التربية عباس الحلبي يرضخ لضغوط المدارس الكاثوليكية، التي لم تكتف بالتلويح بفتح أبواب المدارس للتعليم الحضوري في المناطق الآمنة، بل بدأ العديد منها، إلى جانب مدارس البعثة الفرنسية بالتعليم من بعد. وهذا رغم عدم صدور قرار عن وزارة التربية بقبول هذا النوع من التعليم غير القانوني. ورغم أن وزير التربية عمم عدم اعتماد المدارس هذا التعليم قبل صدور قرار عن وزارته لم تلتفت العديد من المدارس لهذه التصريحات. بل بلغت بعض المدارس الأساتذة والأهل بآلية التعليم من بعد، كما أكدت مصادر "المدن".
الوزير شخصيا يريد تأجيل العام الدراسي لكنه يتعرض لضغوط من الأمانة العامة للمدارس الكاثوليكية. في المقابل يدرك تماماً أن المدارس الرسمية امتلأت ولم يعد من مكان فيها لاستقبال النازحين. وفي حال توسعت الحرب سيكون هناك موجة نزوح أخرى للنازحين إلى أمكان نزوح أخرى. ما يعني لا عام دراسياً يمكن أن ينتظم.
في كوكب آخر
أتى توسع الاعتداء الإسرائيلي إلى الضاحية الجنوبية لبيروت وبيروت أيضاً (قصف منطقة الكولا) وشمل كل مناطق الجنوب والبقاع، ومناطق في كسروان وجبيل وجبل لبنان، وسقط أكثر من 15 معلم ومعلمة في الأيام الأخيرة. ونزح آلاف الأساتذة وعشرات آلاف الطلاب من دون احضار حتى امتعتهم الشخصية، فكيف بالكتب. ونزحوا إلى الطرقات وغصت بهم المدارس الرسمية، التي تحولت إلى مراكز إيواء. أما الطيران الحربي والمسير، وكل الذعر الذي يخلفه بين الطلاب وأهلهم، فلم يغير من رأي العديد من المدارس الخاصة الرافضة لتأجيل العام الدراسي. حتى أن أحد المسؤولين في وزارة التربية، يؤكد ما يقوله أساتذة وأهالي طلاب، أن تلك المدارس تعيش على كوكب آخر، غير معنية بكل المآسي التي يعيشها لبنان.
لجان الأهل منقسمة
إلى حد الساعة لم يظهر أي موقف من سلسلة مدارس المهدي والمصطفى والأمل والمقاصد والحريري لإعلان تعليق مؤقت للعام الدراسي وإحراج باقي المدارس في اتحاد أصحاب المؤسسات التربوية الخاصة. فهذه الضغوط قد تكون أنجع من إمكانية صدور قرار عن وزارة التربية بتعليق العام الدراسي مؤقتاً. غير ذلك لم يبق من سبيل غير صدور قرار واضح من مجلس الوزراء بتعليق العام الدراسي. ثم يتخذ قرار لاحقاً بتقصير مدة السنة الدراسية أو إطالة أمد التعليم في فصل الصيف. كما أنه بإمكان وزير التربية التلويح بعدم المصادقة والاعتراف بكل اللوائح الإسمية للمدارس الخاصة التي ترفض تعليق العام الدراسي، أو تتجبر وتلجأ للتعليم من بعد، كما يقول تربويون لـ"المدن". فلا يجوز أن تعلم بعض المدارس الخاصة الطلاب من بعد، كأن لا شيء يحصل في البلد، فيما أكثر من مليون لبناني مشرد، وغالبية العائلات في المناطق التي لم تتعرض للقصف تستقبل نازحين في بيوتها.
في مقابل تعنت المدارس الكاثوليكية بعدم تأجيل العام الدراسي، وصلت الانقسامات إلى لجان الأهل في المدارس الخاصة. فالبعض يريد تعليق العام الدراسي مؤقتاً والبعض الآخر يطالب بالتعليم الحضوري في المناطق الآمنة، وبالبعض الآخر غير مبالٍ. وهذه مأساة تعبر عن اللا تضامن بين اللبنانيين.
تعليقات: