هدى صادق: حتى وإن استودعنا بيوتنا وحملنا أكفاننا.. ستبقى دماؤنا تتوضأ من طين الجنوب
حتى وإن استودعنا بيوتنا وحملنا أكفاننا
واستشهد العشرات من أحبائنا وجيراننا
وتناثرت أحلام الأطفال مع أرواحنا
وملأ الدم طرقات العزة
وجال الموت زاحفا من جنوب لبنان الى غزة
حتى وإن فخخوا بزمجرة الصواريخ سماءنا والحدود
وتناثرت ما بين الدخان وصهيل الغارات مساجدنا وصوت مآذننا وتربة السجود
ستبقى دماؤنا تتوضأ من طين الجنوب
وكأننا للتو خرجنا من معركة خيبر نحمل رايات الصمود
لنخبر الحاضر الآتي أن جيش حيدرا يعود
حتى وإن صلب على هدير المُسيرات نبضنا
وظنوا أن الحرب ورحيل قاداتنا قد يفقدنا بعضا من عزمنا
لكنهم سيرونا نخرج إليهم من جلودنا المتشققة
من رائحة أرواح الأطفال المحترقة
من اثار بعبلك وشموخ الخيام وصبر العرقوب
سيروننا في شوق الفلق للإنطلاق
وعشق زناد البنادق للإنزلاق
لنكتب التاريخ بحبر الخلود
نحن جوقة الحق ضد نشاز اليهود
نحن الصامدون وإن مالت استقامة الشعوب
تطل سبابتنا والوسطى شارة تُرفع من جنازات
اكتست بالمجد لون الغروب
ذاك الغروب الذى تشرق بعده الإنتصارات
بإمضاء من شهداء فضلوا الموت على وسام الجمود
نحن الوعد الصادق والحق الدافق
نحن سفينة نوح التى تسبق الطوفان
نحن الجزء الباق من ذاك الإصبع المرفوع في الميدان
نحن الذين ألقيت على أرواحنا خمس وثمانون طنا
من الكرامة
ومع هذا يدوم الحق لا يموت وإن استشهد إمام زمانه
نردد قوله هيهات منا الذلة نسمع صداها حين يعرج الى السماء جثمانه
الشاعرة هدى صادق
تعليقات: