حالة من الذعر الشديد تخيّم على منطقة البقاع، حيث استفاق البعض صباحاً على حدث لم تشهده المنطقة منذ زمن. ويبدو أن سيرة «الشيبة» وهي حيوان يجمع بن الذئب ووجه القط، عاد ليصبح حديث الساعة. فقد وقع أكثر من 5 جرحى ضحية كلاب مسعورة هاجمتهم خلال الليل وأول الفجر، في مناطق متفرقة من البقاع، بدءاً من بلدة الروضة إلى بلدة الجراحية والمرج وقب الياس. الجامع المشترك بين حالات الجرحى أنها متشابهة من حيث الأماكن التي استهدفتها هذه الكلاب. ففي بلدة الروضة، وعند الثامنه ليلاً، هاجم كلب مسعور كاملة خالد السيران 36 عاماً عندما كانت أمام منزلها في بلدة الفضل، تجلب بعض الحطب للموقدة، فنهش يدها. وتقول الجريحة إنها لم تشعر بحركته قبل مهاجمتها، وكأنه كان يتربّص بها، وقد فوجئت بسرعته وهو ينقضّ عليها، مؤكدة أنها لم تشاهد مخلوقاً بمثل قوته، ولولا تدخل زوجها خالد مصطفى الحشاش، وإبعاده الكلب لكانت قد فارقت الحياة. وقد نقلها إلى مستوصف تابع لوزارة الصحة في بيروت، لمعاينتها وإعطائها بعض الحقن. ويذكر الحشاش أن الكلب يحمل جرثومة يحاول الأطباء معرفة مدى خطورتها. أما في بلدة الجراحية، وحين قام صالح الحميد 70 عاماً لأداء صلاة الفجر في المسجد، وهو يملك منزلاً داخل سور، فقد كان الكلب المسعور ينتظره خارجاً، ويقول ولده مصعب: «إن الكلب هاجمه فور خروجه من المنزل، مستهدفاً جبينه وعنقه وقضى على أنفه». وأضاف مصعب إنه لا يعرف نوع هذا المخلوق «كأنه ذئب أو من جنس آخر، وقوته كبيرة جداً لدرجة أنه قتل كلبين حاولا مهاجمته بسرعة قياسية، وفرّ هارباً إلى جهة مجهولة». وقد نقل الحميد إلى مستشفى الرئيس إلياس الهراوي الحكومي في زحلة، حيث أدخل العناية الفائقة، وأجريت له التحاليل اللازمة. وذكر الطبيب المعالج أن جراحه بالغة، ويجري العمل على معاينة الحالة بدقّة لمعرفة مدى خطورتها. وفي بلدة المرج، هاجم حيوان مشابه راشد جراح 64 عاماً، أثناء توجّهه للمسجد عند صلاة الفجر، والمفارقة أن هذا الحيوان هاجم أيضاً عنقه وأنفه، وقد هاجمه على مراحل. ويذكر ابنه زاهر أنه لولا وجود الكوفية حول عنق والده لقضى عليه نهائياً. وقد نقل إلى مستشفى البقاع في تعنايل بحالة حرجة، وأُدخل العناية الفائقة. كما سجلت حادثة مشابهة في منطقة سهل قب الياس.
هذه الحوادث ذكّرت الأهالي بسيرة «الشيبة»، الحيوان الذي كثر الحديث عنه في المنطقة منذ زمن بعيد، ومن مميزاته سرعة الحركة واستهدافه الوجه والعنق. ويتهيّأ شباب المنطقة للتربّص بالحيوانات والقضاء عليها، لكونها تمثّل خطراً كبيراً، ليس أثناء الليل فحسب، بل أثناء النهار أيضاً. يذكر أن كلباً شارداً في الشمال عضّ طفلين في قريتي منجز وكفرنون الأسبوع الماضي في عكار، ما اضطر عائلتيهما إلى السفر بهما إلى سوريا لحقنهما بالأمصال واللقاحات اللازمة لدرء داء الكلب عنهما، بسبب عدم توافره في لبنان. ولا يعرف بعد إن كان كلب البقاع هو من النوع نفسه.
تعليقات: