ركن السيارات العشوائي يخنق شوارع بيروت ويفاقم أزمة النفايات

تخطى عدد النازحين من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية المليون شخص (علي علوش)
تخطى عدد النازحين من جنوب لبنان والضاحية الجنوبية المليون شخص (علي علوش)


يصعب التنقّل في الشوارع البيروتيّة. تغصّ الطرقات بالسيارات، وبالمواطنين أيضًا، مسببةً أزمة سير خانقة. هو حال غالبية المناطق اللبنانية، نتيجة القصف الإسرائيلي على جنوب لبنان والغارات المكثفة على الضاحية الجنوبية، والتي نتج عنهما حركة نزوخ ضخمة نحو مناطق أكثر أمنًا. وإن كانت مدينة بيروت وحدها قد استقبلت منذ حوالى الأسبوع ما لا يقل عن نصف مليون مواطن لبنانيّ، تركوا بيوتهم بسبب أتون الحرب والنار، فإن أزمة مستجدة تشهدها المنطقة وهي تراكم كميات ضخمة من النفايات في المدينة لصعوبة سحبها من الشوارع بشكل يوميّ.

جبال من النفايات

منذ أيامٍ، بدأت النفايات تتراكم في مختلف شوارع مدينة بيروت. وشكلت صعوبة للمواطنين للخروج من الأحياء الضيقة أو الشوارع الفرعية للوصول إلى جسر سليم سلام والمناطق المجاورة.


في هذه الطرقات، آلاف السيارات مركونة عند أطرافها، ونظرًا للازدحام الخانق في بيروت، فإن السيارات مصفوفة على مقربة من منتصف الطريق الأساسية. وإذا كانت أزمة النفايات هي مشكلة يعاني منها لبنان بأكمله منذ عقود طويلة لأسباب كثيرة، إلاّ أنها هذه المرة، تعود أسبابها لعدم قدرة شاحنات النفايات الوصول إلى الشوارع الفرعية والضيقة، لتفريغ الحاويات من النفايات، فتراكمت النفايات، بعدما عجزت الشاحنات المخصصة لإزالتها، من تنظيف بعض المناطق في بيروت لأكثر من 3 أيام.


أزمة السيارات المركونة عشوائيًا

يشرح وليد بو سعد، مدير عام شركة "رامكو" لـ"المدن"، تفاصيل هذه الأزمة، ويقول "إن السبب الأساسي لتراكم النفايات في بيروت، هو ركن السيارات بشكل عشوائي وغير منظم، ومدينة بيروت شهدت حركة نزوح ضخمة وصارت العائلات محصورة في منطقة معينة، هي في الأساس مكتظة بالسكان". ويضيف "إن الشركة تواجه صعوبة كبيرة في الوصول إلى الطرقات الفرعية، والدخول إليها، لأن السيارات مركونة على الجانبين، كما أن الشوارع ضيقة، لذلك لم نتمكن من سحب النفايات من مناطق عديدة، وحاولنا مناشدة الأهالي لكن الكثير من السيارات لم نتعرف على أصحابها بعد".

عمليًا، هناك حاجة إلى طرقات سالكة بشكل يوميّ. وحاولت الشركة وفقًا لأقوال بو سعد، التواصل مع قوى الأمن الداخلي، وبلدية بيروت، لكن المسألة كانت صعبة جدًا. إذ يؤكد لـ"المدن" إن القوى الأمنية لم تتمكن بشكل كامل من إزالة السيارات، وما إن تنجح بالوصول إلى أصحاب هذه السيارات لمطالبتهم بتغيير مكان تواجدها، حتى تُركن سيارات إضافية خلال ثوان قليلة.

وعليه، فإن كمية النفايات اليومية صارت ضخمة، وهو أمر متوقع نظرًا لكون المدارس الرسمية في بيروت مفتوحة بالكامل، وفي كل واحدة تتواجد مئات العائلات. لذلك ضاعفت شركة رامكو عدد جولاتها في بيروت، وبحسب كلام بو سعد، فإن عدد الآليات تضاعف بنحو 20 بالمئة عما كان عليه في السابق، أي أن هناك حوالى 40 شاحنة إضافية في بيروت، وتجول هذه الشاحنات في شوارعها أكثر من 3 مرات باليوم الواحد.


عدد النازحين تخطى المليون

وحسب وحدة إدارة الكوارث في تقريرها الأخير يوم الجمعة 3 تشرين الأول، فُتح 892 مركزًا لاستقبال النازحين في المدارس الرسمية، والمجمعات التربوية، والمعاهد المهنية، والجامعات التي حددتها وزارة التربية والتعليم العالي والمعاهد التابعة لوزارة الزراعة، منهم 677 مركزًا وصلت للحد الأقصى من قدرتها الإستيعابية. وحسب التقرير نفسه، ارتفع عدد النازحين الإجمالي إلى ما يقارب الـ1.200.000 نازح، انتقل معظمهم إلى منازلهم في مناطق أخرى، أو في منازل مؤجرة، أو في الفنادق، أو أماكن عامة أو خاصة.

من جهتها، أفادت مصادر أمنية لـ"المدن" أن قوى الأمن الداخلي تحاول إيجاد حلول سريعة لمعالجة هذه الأزمة في بيروت، وتسعى جاهدةً لمعالجة مشكلة توزيع السيارات بشكل عشوائي في الشوارع وتنظيمها، وبذلك تتمكن الشاحنات من الخروج والدخول إلى كافة المناطق بشكل أفضل، لكن هذا الأمر يحتاج إلى مزيد من الوقت.

تعليقات: