العدو الإسرائيلي و«الحرامية» وجهان لعملة واحدة في الضاحية الجنوبية


من المسلّم به أنّ الحروب تُخرج السارقين من أوكارهم، وهذا ما يحصل في الضاحية الجنوبية، فتلك العصابات التي كانت تمارس عملها في أيام السلم، ترى الحرب بمثابة فرصة لاقتناص غنائم بشكلٍ أكبر نظراً لنزوح عددٍ كبير من المواطنين وتركهم لمنازلهم ومحالهم التجارية وسياراتهم، إضافةً إلى إخلاء القوى الأمنية مواقعها عند المداخل المؤدية إلى الضاحية الجنوبية.والمفارقة بين اليوم والأمس أنّ السارقين يخرجون من أوكارهم في وضح النهار وليس في فترة الليل التي يستأنف خلال العدو الإسرائيلي عدوانه على الضاحية. وتروي المصادر أنّ هؤلاء السارقين يختبئون أسفل الجسور عند تحليق طائرة الـ MK خشية الاشتباه بهم واستهدافهم، كما أنّهم يتصادمون أحياناً مع أهالي المنطقة الصامدين الذين لم يتركوا المنطقة أو الذين يتفقدون أماكن الاستهدافات الإسرائيلية صبيحة كل يوم. وفي هذا السياق، أُفيد عن تسجيل ٣ حوادث إطلاق نار على السارقين في أماكن مختلفة. ويقول أحد أبناء المنطقة لـ«الأخبار»: «سنجعلهم عبرة لباقي السارقين، ولن نتوانى لحظةً واحدة عن إطلاق النار باتجاه أيّ سارق نراه».

وتؤكد مصادر رسمية في مكتب أمن الضاحية في مديرية المخابرات بالجيش اللبناني لـ«الأخبار» أنّه يتمّ إرسال دوريات بشكل يومي لبسط الأمن، كما يتمّ التعاون مع فوج الهندسة لتفكيك الصواريخ التي لم تنفجر جراء القصف الاسرائيلي.

وتضيف مصادر أخرى في الجيش أنّه جرى التنسيق بين أحزاب المنطقة والأجهزة الأمنية، وقد اتُخذ قرارٌ بوضع نقاط للجيش عند الطرقات المؤدّية إلى الضاحية، وهي «ليست النقاط عينها الثابتة، ففي الوقت الحالي لا تسمح الظروف بالعودة كالمعتاد لكن هناك تدابير بديلة استثنائية سيُعلن عنها، ولا مانع للمواطنين من الدخول إلى منازلهم كما يُشاع، مع مراعاة الحفاظ على حياتهم، والتشديد على أن التدابير على المداخل هي لمنع أي محاولة من أشخاص غير معنيين بالدخول والتعرض للأملاك الخاصة».

تعليقات: