وزير الدفاع الإيطالي: لهجوم على اليونيفيل لم يكن حادثًا أو خطأ (Getty)
قال وزير الدفاع الإيطاليّ، غويدو كروسيتو، إن إطلاق النار على مواقع ومعدات تابعة لقوات الأمم المتحدة المؤقتة في جنوب لبنان، وإصابة جنديين، هو أمر "لا يمكن التسامح معه". وأعلنت وزارة الدفاع الفرنسيّة أن باريس وروما ستسعيان لعقد اجتماعِ للدول المساهمة في قوات اليونيفيل لمناقشة الحادث.
ودعا كروسيتو، الذي استدعى السفير الإسرائيلي في روما، إلى "خفض التصعيد" في جنوب لبنان و"احترام القانون الدولي"، مشيرًا إلى أن "مثل هذه الحوادث لا يجب أن تتكرّر"، وذلك حسبما جاء في بيان للوزارة نقلًا عن "فرانس برس". وفي وقتٍ سابق، أعرب كروسيتو عن "احتجاجه الشديد" على إطلاق النار، مشيرًا إلى أنّه تواصل مع وزير الدفاع الإسرائيليّ يوآف غالانت صباحًا ليبلغه بقلقه ويذكره بأن مثل هذه الأفعال بالقرب من القواعد الإيطاليّة التابعة لليونيفيل في جنوب لبنان "غير مقبولة بالنسبة له وللحكومة الإيطاليّة". وأضاف الوزير الإيطالي أن السّفير الإسرائيليّ لم يستطع تقديم تفسير للهجوم، موضحًا أن الهجوم على "اليونيفيل" لم يكن "حادثًا أو خطأ".
كما أجرت رئيسة الوزراء الإيطالية، جورجيا ميلوني، اتصالًا بعد ظهر اليوم بقائد القطاع الغربي لقوات اليونيفيل في جنوب لبنان، الجنرال ميسينا، مشيدةً بـ"العمل القيّم" الذي تؤديه إيطاليا لدعم استقرار المنطقة، وفقًا لبيان صادر عن مكتبها.
هذا وأكّد المتحدث باسم قوات "اليونيفيل" أندريا تينينتي أنّ "قواتنا العاملة في لبنان تعرضت لقصف من قبل قواتٍ إسرائيليّة أدّى لإصابة اثنين من جنودنا"، وأوضح أن "عمليات الاستهداف على الأرجح كانت مقصودة". وفي تصريح له، قال "نحن ملتزمون بالقيام بكل ما في وسعنا رغم كل الصعوبات التي تواجهنا"، وأضاف "قررنا أن نبقى في مواقعنا إلى أن يقرر مجلس الأمن غير ذلك".
هذا، وبيّن أندريا تينينتي أنّ "الدخول إلى جنوب لبنان انتهاك للسيادة اللبنانية وللقرار الأممي"، لافتًا الى أن "الوضع حاليًا يحتاج إلى مناقشة في الأمم المتحدة".
من جهته، أدان مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "استهداف إسرائيل غير المبرّر لـ"اليونيفيل"، مؤكدًا دعم القوات الدولية ومهمتها بتفويض من مجلس الأمن، كما لفت بوريل إلى أن "قصف إسرائيل قوات حفظ السلام تجاوز آخر خطير في لبنان". كذلك، الخارجية الإسبانية أدانت "إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مقر لقوة أممية في الناقورة، جنوب لبنان".
أما رئيس الوزراء الإيرلندي سيمون هاريس قال "إنه لا يمكن التسامح مع إطلاق النار على قوات حفظ السلام أو قبوله". وأضاف "نشعر بقلق عميق بشأن إطلاق القوات الإسرائيلية النار على مواقع "اليونيفيل" بالناقورة جنوب لبنان".
وذلك جاء بعد اتهام قوات الأمم المتحدة الجيش الإسرائيلي بإطلاق النار على مواقع ومعدات تابعة لها في جنوب لبنان، بما في ذلك برج مراقبة، مما أدى إلى إصابة اثنين من جنودها بجروح. وأوضحت اليونيفيل في بيانها أن "دبابة ميركافا تابعة للجيش الإسرائيلي أطلقت النار اليوم على برج مراقبة داخل مقر اليونيفيل في الناقورة، ما أدى إلى إصابة مباشرة للبرج وتسبب في جرح جنديين". وذكرت متحدثة باسم اليونيفيل أن الجنديين المصابين هما من الجنسية الإندونيسية.
وأشار البيان إلى أن الجنود الإسرائيليين استهدفوا موقعاً آخر للأمم المتحدة في رأس الناقورة، حيث أصابوا مدخل الموقع الذي كان يحتمي فيه جنود حفظ السلام، وألحقوا أضراراً بالآليات ونظام الاتصالات. وأضاف أن الجنود الإسرائيليين "استهدفوا عمداً" كاميرات مراقبة في محيط الموقع يوم الأربعاء، ما أدى إلى تضرر الإضاءة ومحطة إعادة الإرسال. وحثت اليونيفيل الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف المعنية على الالتزام بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات.
وفي ظل الحادثة، تعتزم باريس وروما عقد اجتماع للدول الأوروبية المساهمة في قوات اليونيفيل، وفقاً لوكالة "فرانس برس" نقلاً عن وزارة الجيوش الفرنسية. وسينعقد الاجتماع عبر تقنية الفيديو الأسبوع المقبل، بعد تحديد موعده في اتصال هاتفي بين وزير الجيوش الفرنسي سيباستيان لوكورنو ووزير الدفاع الإيطالي غويدو كروسيتو.
تجدر الإشارة إلى أن الدول الأوروبية المساهمة في قوات اليونيفيل تشمل إيطاليا، فرنسا، إسبانيا، وإيرلندا.
تعليقات: