يتوّج عملنا بقطاف ثمار الزيتون بالسهر في المعصرة والاستحصال على أجود أنواع زيت الزيتون في العالم التي تشتهر به منطقتنا
في تشرين الأول من كل عام، كنا نبدأ بقطاف محاصيل أشجار الزيتون.. وفي العام الماضي، رغم مخاطر الحرب التي كانت قد دارت رحاها في القرى الحدودية، نجح الكثيرون في اتمام العملية وتوّج عملنا بالسهر في المعصرة والانتصار على التحديات والعوائق والاستحصال على أجود أنواع زيت الزيتون في العالم التي تشتهر به منطقتنا.
ورغم أن جني الزيتون هي عملية مرهقة ومتعبة، لكنها بمثابة عرس سنوي لا يخلو من المتعة والسعادة. وكلما كان حجم الانتاج أكبر، كلما ازداد التعب وبالمقابل ازداد رضانا وفرحنا.
لكن هذا العام، تغير الوضع كلياً، مع تصاعد العمليات العسكرية والقصف اليومي الذي طال أكثر مما كان متوقعاً ووصل إلى كل زاوية في بلدتنا الخيام وفي خراجها، ولم يكن أمامنا إلا ترك أشجارنا بما تحويه من حمولة تُصارع مصيرها وحدها تحت رحمة الغارات الجويّة والقصف المدفعي إلى جانب بيوتنا المدمّرة بما تحويه من ذكريات..
أسابيع قليلة تفصلنا عن تلف المحصول الحالي إذا لم يتم قطافه، مما يهدد بتفويت "عرس القطاف" لهذا العام. ومع ذلك، الأمل يظل كبيرًا بأن ينتهي هذا الدمار قريبًا، لنعود إلى أرضنا مرفوعي الرأس مكللين بالعزّة والكرامة، ونحيي "عرس العودة" الذي سيكون أعظم من كل الأعراس، كما كان في عامي 2000 و2006.
تعليقات: