الزميل جمال السعيدي للشهيد عصام: عام مضى يا عصام كانّه بالامس، فقدانك لا يعوّض وجرح لا يندمل
مرّ عام على الرحيل المبكر لإبن بلدتنا الخيام، المصوّر الصحفي عصام عبد الله.. وفي الذكرى السنوية الأولى لرحيله، نشر صهر بلدتنا الخيام، وزميلي السابق في وكالة رويترز، الصديق جمال السعيدي، صورة على "فيسبوك" تجمعه بالراحل عصام، وأرفقها بكلمات مؤثرة:
"عام مضى يا عصام وكأنه بالأمس، فقدانك لا يعوّض وجرح لا يندمل".
لقيت هذه الصورة والكلمات عشرات التعليقات من أصدقاء وزملاء عصام، حيث ترحّم الجميع عليه، ولكن من دون أن يتطرق أي منهم إلى الجهة التي كانت السبب وراء رحيله أو السعي إلى إدانتها أو فضحها.
عصام لم يمت بسكتة قلبية.. ولم يرحل على سرير المرض أو نتيجة حادث سير.
الجميع يعلم تمامًا أن عصام قُتل بدم بارد، استُهدف بشكل متعمّد بقذيفة أطلقها جنود الاحتلال الإسرائيلي بينما كان يؤدي واجبه المهني.
للأسف، اكتفى زملاء وأصدقاء عصام بالترحّم على روحه، وتجاهلوا القاتل المجرم.
هؤلاء الجنود الإسرائيليون الذين قتلوا منذ ساعات قليلة عشرات النساء والأطفال الفلسطينيين، الذين تفحمت جثثهم في الخيم في غزة، هم ذاتهم الذين قتلوا عصام.
الجنود الإسرائيليون، الذين استهدفوا قبل أيام قوات حفظ السلام "اليونيفيل" العاملة في جنوب لبنان، هم من اغتال عصام.
عشرات الصحفيين الذين يتم استهدافهم في غزة وجنوب لبنان بقذائف جيش الاحتلال، لإخفاء الجرائم المرتكبة ضد المدنيين الذين هم ضحايا هذا الإجرام المنهجي، وعصام واحدا منهم.
الطائرات الإسرائيلية التي قصفت في عام 2006 مركزًا للمراقبين الدوليين في بلدتنا الخيام وقتلت أربعة ضباط من جنسيات مختلفة، هي ذاتها التي تقصف قرانا ومدننا الآمنة، وتسببت في مقتل وإصابة آلاف المدنيين الأبرياء ونزوح أكثر من مليون مواطن.
في استهداف الصحفيين والمراقبين الدوليين وقوات حفظ السلام والأونروا الجريمة نفسها والمجرم نفسه والهدف واحد، إخفاء بشاعة الجرائم والمجازر بحق المدنيين. وعندما نكتفي بالترحم على الضحايا ونصمت، فإننا نساهم بشكل غير مباشر في طمس جرائم العدو وتضليل الحقيقة.
المؤسف أيضاً أن وكالة رويترز لم تتجرأ على إدانة الاجرام الاسرائيلي بحق عصام الذي كان يعمل فيها.
وهذا الأمر غير مستغرب، لأن رويترز التي خدمت فيها بكل تفان لمدة تزيد على العشر سنوات، وواجهت الكثير من المخاطر في سبيل حسن سير عملها، وتمّ تفجير سيارتي عام 1990 من قبل ارهابيين بسبب عملي في الوكالة، لم تتجرأ يومها على إدانة ذلك الارهاب.
جميع زملاء وأصدقاء عصام اكتفوا بالترحم على المجنى عليه دون التطرق إلى القاتل المجرم
لوحة تذكارية للمراقبين الدوليين الذين استهدفتهم اسرائيل عام 2006 وقتلت أربعة ضباط من جنسيات مختلفة (كندي واسترالي وفنلندي وصيني)
تعليقات: