حصل الموساد الإسرائيلي على معلومات أمنية متعلقة بحزب الله من مواطن لبنانيّ (علي علوش)
تمكنت الأجهزة الأمنية من القبض على مواطن مقيم في جنوب لبنان بتهمة العمالة لإسرائيل. وبعد خضوعه للتحقيق اعترف بالتهم المنسوبة إليه. وخُتم التحقيق وحوّل للمحكمة العسكرية لمتابعة قضيته.
عقب أي غارة إسرائيليّة، يتجمع المواطنون، منهم من يساعد في رفع الردم لإنقاذ الجرحى وسحب الشهداء، ومنهم من يسارع لتوثيق اللحظات الأولى للقصف الإسرائيليّ، فيلتقط صور الدمار والفوضى وأخرى لأشلاء الضحايا، من دون أي مبرّر. ونتيجة لذلك، وعلى سبيل الاحتياط، تحركت الأجهزة الأمنية، التي باشرت إلى توقيف كل من يُشتبه بتحركاته في الأماكن المُستهدفة وفي الضاحية الجنوبيّة على وجه الخصوص.
حركات مُلتبسة
وفي الآونة الأخيرة، ومع ارتفاع وتيرة القصف الإسرائيليّ للضاحية الجنوبيّة، والغارات اليومية التي أدت إلى تدمير هائل للمباني السكنية، ألقي القبض على أشخاص عدة في مناطق مختلفة، يشتبه بتعاملهم مع العدو الإسرائيلي، حيث ضبطوا خلال تواجدهم في منطقة الضاحية الجنوبيّة، التي تعتبر أساسًا منطقة أمنية، وخضعوا لتحقيقات من قبل الجهاز الأمني لحزب الله، ثم سلّموا للأجهزة الأمنية اللبنانيّة التي أخضعتهم للتحقيق.
خدمة الموساد مقابل المال
وحسب مصادر قضائية لـ"المدن" فإن الأجهزة الأمنية، أوقفت يوم الجمعة الفائت، لبنانياً في بلدة عربصاليم، يشتبه بتعامله مع إسرئيل. وهو ما اعترف به خلال خضوعه للتحقيقات حيث أكد على تواصله مع أحد أجهزة الموساد الإسرائيليّ. ووفقًا للمعلومات التي حصلت عليها "المدن" فقد اعترف أنه وخلال الأشهر الماضية، تواصل مع مواقع إلكترونيّة تابعة للموساد الإسرائيلّي، عارضًا خدماته عليهم، لكونه يتواجد بشكل يوميّ في جنوب لبنان. وبالفعل، قاموا بالتواصل معه، والطلب إليه تنفيذ تعليمات محددة مقابل مبالغ مالية باهظة.
ووفقًا لاعترافاته، فقد نفذ ما طُلب منه، وقام بتصوير مواقع أمنية في جنوب لبنان، ومن ضمنها مواقع في بلدة عربصاليم، كما التقط مقاطع مصورة لبعض المباني والمواقع في قرى وبلدات أخرى، وقدّم معلومات أمنية للموساد الإسرائيلي، تتعلق بأسماء أشخاص.
وأكد مصدر قضائي لـ"المدن" أن ملف الموقوف سيختم خلال ساعات قليلة، ليتم تحويله إلى المحكمة العسكرية، بناء على المعلومات الأمنية التي سلمها للموساد الإسرائيلي. وتابع المصدر يقول إن الأجهزة الأمنية، وتحديدًا شعبة المعلومات ومخابرات الجيش، تتابع مسألة تفريغ هواتفه المحمولة من الداتا الموجودة فيها، لمعرفة أسماء الأشخاص الذين تواصلوا معه طيلة الفترة الماضية، وللحصول على معلومات موسعة حول المواقع التي صورها، وسلمها اليهم، وقيمة التحويلات المالية التي حصل عليها مقابل خدمات هذه.
وكشفت مصادر أمنية لـ"المدن" أن السلطات الأمنية، أوقفت عدة أشخاص خلال الفترة الماضية، كانوا يلتقطون صوراً لأماكن تعرضت لغارات إسرائيليّة، ويسعون للتحقق من هوية الجرحى والشهداء الذين سقطوا، وتمت مصادرة هواتفهم المحمولة.
وحسب معلومات "المدن" جرى توقيف مواطنين لبنانيين، واثنين من التابعية السورية، في منطقتي الطيونة والغبيري. وبعد التحقيق معهم، تبين أن بعضهم حاول التقاط الصور لنشرها عير مجموعات على تطبيق "واتس أب" من دون وجود غايات أخرى، لكن المصادر تؤكد أن هناك موقوفين اعترفوا بتعاملهم مع الموساد الإسرائيليّ، ولم يُتم إخلاء سبيلهم، حيث كان قد طُلب منهما تصوير المناطق الأمنية والمباني التي يشتبه بتواجد مراكز تابعة لحزب الله بداخليها في الضاحية الجنوبيّة.
تعليقات: