أعلنت المديرية العامة للدفاع المدنيّ عن مهمات نفذتها عناصرها بمناطق استهدفها الطيران الإسرائيليّ (علي علّوش)
أفادت قوّة الأمم المتحدة المؤقتة لحفظ السّلام في لبنان الـ "يونيفيل"، اليوم الجمعة، باستهدافهم مرات عدّة، "5 منها عمدًا"، لافتةً إلى عثورهم قرب إحدى قواعدهم على أثر لاستخدام محتمل للفسفور الأبيض قبل أشهر. وقال متحدث باسم اليونيفيل إن البعثة، الّتي يبلغ قوامها 10 آلاف فرد، ستبقى في لبنان رغم هجمات إسرائيليّة متعدّدة وصفها بأنها "متعمدة" واستهدفت القوّات الأممية مباشرة خلال الأيام القليلة الماضية. وأشار المتحدث إلى إمكانية الدفاع عن النفس ضدّ إسرائيل بأنه "يمكن اللجوء إليه، ولكن من المهم تهدئة التوتر"، مؤكدًا أن عليهم البقاء في لبنان، وأن "معنويات قوات حفظ السّلام لا تزال مرتفعة للغاية". وردًّا على سؤال عن إسقاط مسيّرة بالقرب من سفينة لليونيفيل قبالة ساحل لبنان أمس الخميس، قال المتحدث إن "الطائرة المسيّرة جاءت من الجنوب، ودارت حول سفينتنا واقتربت لمسافة أمتارٍ قليلة"، وفق ما نقلته رويترز.
التطورات الميدانيّة
إلى ذلك، شنّ الجيش الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، غارات على مناطق متفرقة في جنوب لبنان وشرقه، أسفرت عن مقتل 6 أشخاص على الأقلّ وتدمير مسجد، وبقاعًا، شنّ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارةً على بلدة طاريا غربي بعلبك، كما أغار على أطراف بلدة الأنصار لجهة بلدة الطيبة في قضاء بعلبك.
وفي آخر جولات القصف الإسرائيليّ، أغار الطيران الحربيّ على كفررمان والخيام وعيتا الشعب والشهابية وجبشيت وحاروف والدوير وأنصار ومحيط بلدة الشعيتية والزرارية والمروانية. وأفيد عن سقوط شهيدين في بلدة الزرارية نتيجة الغارة الإسرائيليّة الّتي استهدفت مدخل وادي خليل. كما أدّت الغارة على بلدة جويا إلى سقوط ثلاثة شهداء وعددٍ من الجرحى. ولا تزال أعمال رفع الأنقاض مستمرة. وأفيد بأن الغارة على أنصار أدّت إلى مقتل شخصين، أما الغارة على مبنى في زوطر الشرقية فأدّت الى سقوط ضحية.
كما ونفذ الطيران الحربيّ الإسرائيليّ غارةً جويّة مستهدفًا مبنى سكنيّ في حي الروس في بلدة النميرية، فدمره. كما شنّ غارةً جويّة مستهدفًا بلدة رشاف في قضاء بنت جبيل. وأفيد عن انفجار جسمٍ غريب قبالة الناقورة، وسقوطه بالبحر، وظهر الدخان في عرض البحر لجهة الناقورة قبالة صور. واستهدفت غارة حيّ بير السلاسل في بلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل وبلدة عنقون وفي صور استهدف قصف مدفعي مباشر اطراف بلدة عيتا الشعب الحدودية ونفذ الطيران الحربي غارة على بلدة معروب. فيما تعرضت صباح اليوم أطراف بلدتي مارون الراس ويارون الجنوبيتين لقصف مدفعي متقطع.
وقد أعلنت المديرية العامة للدفاع المدنيّ عن مهمات نفذتها عناصرها بمناطق متفرقة من البلاد استهدفها الطيران الإسرائيليّ منذ مساء الخميس حتى صباح الجمعة. وقالت المديرية إنه على إثر غارة إسرائيلية استهدفت بلدة الدوير، عمل عناصر الدفاع المدني على إخماد حريق منزل، وعملت فرق البحث والإنقاذ على سحب جثامين 4 قتلى من تحت الأنقاض. وفي محافظة الجنوب، وعقب غارة استهدفت بلدة القليلة، تستمر فرق البحث والإنقاذ في العمل على رفع الأنقاض بحثًا عن مفقودين، وقد تمكنت حتى الآن من انتشال جثماني شخصين من بين الركام.
ضربات الحزب
في المقابل، قال حزب الله إنّه قصف صباح اليوم مستوطنة زفلون "برشقة صاروخية كبيرة"، وتجمع لِجُنُود إِسرائيليين في محيط بلدة عيتا الشعب أثناء محاولتهم إجلاء الجنود الجرحى والقتلى برشقةٍ صاروخِيِّة، كما استهدف ثكنة يوأف في الجولان السوري المحتل، وتجمعا للجنود الاسرائيليين في مستعمرة زرعيت، وموقع رأس الناقورة البحري بصلية صاروخية. كما أعلن الحزب أنه استهدف تجمعاً لقوات العدو الإسرائيلي في كفركلا بقذائف المدفعية وبرشقة صاروخية.
وقال الجيش الإسرائيليّ إنّه اعترض صباح اليوم مسيّرة قادمة من لبنان باتجاه الجليل الغربيّ، كما اعترض الليلة الماضية مسيّرة قبالة السّواحل الإسرائيليّة. وقد أفادت الجبهة الداخلية الإسرائيليّة بإطلاق صفارات الإنذار في شوميرا وزرعيت بالجليل الغربي. وقالت الجبهة الداخلية إن صفارات الإنذار دوت في عكا وخليج حيفا ومناطق واسعة في الجليل، كما دوت صفارات الإنذار في رأس الناقورة "تحسبًا لتسلل مسيّرة من لبنان". وأفاد الجيش الإسرائيلي برصده إطلاق 15 صاروخًا من لبنان باتجاه خليج حيفا ومنطقة الجليل شمالي إسرائيل. وقد أفادت وسائل إعلام إسرائيليّة بنقل 3 جنود مصابين خلال الليل جراء المواجهات في لبنان إلى مركز زيف الطبي.
هذا وادعى رئيس أركان الجيش الاسرائيلي هرتسي هليفي خلال قيامه بجولة في جنوب لبنان، بحسب القناة الـ12 الاسرائيلية، بأن تقديرات الجيش تشير إلى مقتل ما يقرب من 1500 من عناصر حزب الله.
ويأتي ذلك بعد 18 يومًا من محاولات جيش الاحتلال الإسرائيلي التوغل بريًا في جنوب لبنان، وكان قد أعلن حزب الله، اليوم الجمعة، الانتقال إلى "مرحلة جديدة وتصاعدية في المواجهة معه"، وكشف أن حصيلة الخسائر في صفوف قوات الاحتلال المتوغلة بريًّا بلغت حوالي 55 قتيلًا وأكثر من 500 جريح من ضباط وجنود جيش العدو الإسرائيلي، بالإضافة إلى تدمير 20 دبابة ميركافا، وتدمير أربع جرافات عسكرية وآلية مدرعة وناقلة جند، وإسقاط مسيّرتين من نوع "هرمز 450".
من جهته، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي استدعاء لواء احتياط إضافيًّا إلى الجبهة الشمالية. وجاء في بيان صادر عن الجيش: "بناء على تقييم الوضع، تقرر استدعاء لواء احتياط آخر للمهام العملياتية على الجبهة الشمالية، حيث يتيح تجنيد اللواء مواصلة الجهود القتالية في مواجهة حزب الله... وتحقيق أهداف الحرب ومن ضمنها إعادة سكان الشمال إلى منازلهم".
كما وأعلن الجيش الإسرائيليّ إصابة 53 جنديًا خلال الساعات الـ 24 الماضية. ولفت إلى أنّه وصل عدد الجنود المصابين منذ بداية الحرب إلى 4 آلاف و948، ومن بين المصابين ألفين و347 جنديًّا أصيبوا بالمعارك البريّة في قطاع غزّة، وفق المعطيات ذاتها.
ووفقًا لمعطيات الجيش الإسرائيلي فإن 47 من المصابين ما زالوا يعالجون بإصابات خطيرة، و191 بإصابات متوسطة، و40 طفيفة.
تعليقات: