الزعفران أينعت أزهاره في انتظار أصابع القرويات لقطافه


أغلى التوابل في العالم يبدأ سعر الكيلوغرام منه بـ1200 دولار... الزعفران البنفسجي المغربي أينعت أزهاره في انتظار أصابع القرويات لقطافه على سفوح جبال الأطلس الكبير جنوب المغرب.

عمل كثير ودقيق في انتظار أصابع القرويات الخبيرات في استخلاص الشعيرات الدقيقة للأزهار المتفتحة ذات اللونين الأحمر والبرتقالي، لتجفيفها في الظل، ثم على شبكة رفيعة فوق نار هادئة.

أزهار مدللة، تبخل ببذورها على القرويات اللواتي يتخذن منها مورداً للرزق. مئة زهرة سليمة تنتج غراماً واحداً من الزعفران المجفف، أي أنه يلزم ما بين 120 و140 ألف زهرة لإنتاج كيلوغرام واحد. لذلك تعد هذه المادة من أغلى التوابل في العالم، ويتراوح سعر الكيلوغرام الواحد منها في السوق الداخلية ما بين 10 و15 ألف درهم مغربي (أي ما بين 1160 و1740 دولاراً) ، نظراً لاستخداماتها المتعددة في الطعام والعلاج والعطور والتجميل والأدوية. وتشهد بداية فصل الربيع توافد الأجانب إلى تالوين للحصول عليها بسعر يقل عشر مرات وأكثر عن السعر المعروض في بلدانهم.

وتالوين الواقعة على بعد 120 كلم في اتجاه مدينة ورزازات الصحراوية السياحية تعتبر عاصمة الزعفران في المغرب، لأنها تحتكر مجمل المساحات المزروعة (540 هكتاراً)، وبفضل إنتاجها السنوي المتراوح ما بين طنين وثلاثة أطنان، يحتل المغرب المرتبة الرابعة عالمياً بعد الهند وإيران وباكستان.

والزعفران المغربي غير متداول لدى عموم المغاربة، لأن جل إنتاجه يصدّر الى الخارج. ويعرف المغاربة الزعفران الإيراني أكثر، ومن المفارقات أيضاً أنهم يعرفون جيداً الزعفران الإسباني، ويقبلون عليه، مع أن إسبانيا تسوقه ولا تنتجه. يباع الغرام الواحد من الزعفران في السوق المغربية بـ10 دراهم، لكن الغلاء، يدفعهم الى التعويض عنه بالزعفران الاصطناعي العديم الطعم والرائحة والفائدة الغذائية.

وفي ورزازات وتارودانت وتالوين، يعدون الشاي بنكهة الزعفران، وتعتمد طريقة التحضير على غلي شعيرات الزعفران في الشاي مدة طويلة على نار هادئة.

ويساهم تكريس الاحتفال بموسم الزعفران الذي انطلق العام الماضي في المنطقة، في التعريف بالمنتج المحلي ورفع حصة السوق المغربية منه وتوسيع مساحاته المزروعة. وتسعى الدورة الثانية المقامة في تارودانت التي تختتم اليوم إلى مساعدة المزارعين، لا سيما النساء، لأنهن الحلقة الأساسية في مسلسل الإنتاج.

وتتمثل أهم مشاكل منتجي الزعفران في نقص التقنيات الحديثة، وعدم انخراط المزارعين في إطارات إنتاجية وتسويقية تنظم عملهم، وتمنع الوساطة غير الشريفة التي تحرمهم من جني الثمار المادية لهذه المادة النفيسة.


تعليقات: