إيران نفت أي علاقة لها باستهداف منزل نتنياهو (علي علّوش)
المواجهات في الجنوب المتواصلة. المحاولات الإسرائيلية لتوسيع التوغّل في قرى الشريط الحدودي مستمرّة، وآخرها محاولة اختراق قامت بها القوات الإسرائيلية عند بلدة الضهيرة فتصدى لها حزب الله، حيث اندلعت اشتباكات عنيفة جداً. كما تواصلت الغارات الإسرائيلية على بلدات مختلفة في الجنوب بالإضافة إلى قصف مدفعي تركز على بلدة الخيام. تأتي هذه المواجهات بعد استهداف حزب الله لمنزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في قيساريا، وفيما اتهم نتنياهو إيران بالوقوف خلف هذه العملية، نفت بعثة إيران في الأمم المتحدة الأمر وأكدت أن حزب الله هو الذي نفّذ العملية، الأمر الذي أكده أيضاً النائب عن حزب الله حسن عز الدين إذ قال إنها عملية خالصة للحزب واتهام إسرائيل لإيران هو محاولة لتوريط طهران بحرب إقليمية.
تكثيف القتال
وتعقد الحكومة الإسرائيلية المصغّرة اجتماعًا مساء الأحد لبحث التصعيد العسكري على الجبهة اللبنانية، بالإضافة إلى مناقشة ملف الضربة العسكرية المحتملة على إيران. ويأتي هذا الاجتماع في ظل التوترات المتزايدة على الحدود الشمالية، والتي زادت من مخاوف إسرائيل من تصاعد الأعمال العدائية من لبنان، إضافةً إلى المخاوف المتعلقة ببرنامج إيران النووي وتأثيره على أمن المنطقة. وحذّر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري اليوم السبت، من أن "هجوم حزب الله بطائرة بدون طيار على مقر إقامة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو الخاص في وقت سابق اليوم سيؤدي إلى تكثيف إسرائيل القتال ضد الحزب".
من جانبه أشار الجيش الإسرائيلي مساء السبت إلى أنَّ الشرطة العسكرية فتحت تحقيقًا في وفاة معتقل من حزب الله أثناء احتجازه لدى القوات الإسرائيلية في جنوب لبنان. ولفتت التقارير إلى أنه لم يتوفر المزيد من التفاصيل حول الحادث. يذكر أن الجيش الإسرائيلي أعلن عن أسر أربعة عناصر من حزب الله منذ بداية العملية العسكرية البرية في جنوب لبنان. فيما أعلن الجيش الإسرائيلي عن مقتل ضابط إضافي في المواجهات مع حزب الله في جنوب لبنان.
تقليل الضربات في بيروت
وطالب وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن اليوم السبت، إسرائيل بتقليل ضرباتها في بيروت ومحيطها، ودعا إلى بدء مرحلة انتقالية تسمح بعودة الرهائن في قطاع غزة. وقال أوستن: "نريد مرحلة انتقالية ونود أن تقلل إسرائيل بعض ضرباتها على بيروت ومحيطها". وأوضح أنَّ "المجتمع الدولي ملتزم بالعمل مع الجيش اللبناني واليونيفيل لضمان أمن واستقرار لبنان". وعن "اليونيفيل"، أكد أوستن أنه أثار "مسألة أمن اليونيفيل في لبنان مع وزير الدفاع الإسرائيلي، وإسرائيل أبلغتني بعدم وجود نية لاستهداف القوة"، مبينا أن "دور اليونيفيل مهم جداً وستواصل الاضطلاع بمهمتها".
تحذير من الاحتلال
ونقلت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية عن أحد كبار الدبلوماسيين الغربيين قوله إن "إسرائيل نجحت في إخراج حزب الله من القوة التي كان عليها، وبالتالي يتعين اغتنام الفرصة والذهاب إلى تسوية في لبنان خصوصاً بعد عمليات استخباراتية وعسكرية كبيرة نفذتها إسرائيل".
ووفقاً للصحيفة، فإن الدبلوماسي الغربي أعرب عن قلقه من أن العملية البرية الإسرائيلية في لبنان سوف تتعمق وتتسب في وقوع خسائر في صفوف المدنيين اللبنانيين وأيضاً في صفوف قوّة اليونيفيل، مشيراً إلى أن القلق كبير من "تورط إسرائيل في لبنان". وبحسب "يديعوت"، فقد قالت إسرائيل إنها ستنفذ عملية تستمرّ لعدة أيام، لكن ذلك قائم منذ أكثر من أسبوعين فيما العمليات تتعمق أكثر وأكثر. وهنا، يقول الدبلوماسي الغربي: "نخشى أن نستيقظ بعد 6 أشهر ونرى إسرائيل ما زالت تجلس في لبنان وتقاتل هناك".
واعتبر الدبلوماسي أن "الاحتلال الإسرائيلي للبنان سيكون خطأ، لأنه سيعطي حزب الله مبررات للتحرك"، وأضاف: "كذلك، فإن عدم حديث إسرائيل مع أحد هو خطأ، وإسرائيل لن تُحقق كل أهدافها في لبنان. لقد حقّقت نجاحاً ضد حزب الله ويجب أن تستخدم هذا الأمر كوسيلة ضغط للوصول إلى اتفاق".
تعليقات: