مدينة لندن خلال الحرب العالمية الثانية، ورغم ذلك أعلن الحلفاء الانتصار في نهاية الحرب
هذه الصور ليست من غزّة العزّة، هي مدينة لندن خلال الحرب العالمية الثانية، ورغم ذلك أعلن الحلفاء في نهاية الحرب الانتصار. التدمير الوحشي لا يعني الهزيمة ولا الإنتصار وانما هو إدانة للمعتدي كمجرم حرب ومجرم إبادة. المهم هو اتجاه المواجهة الميدانية على المدى الطويل وتأثيراتها عليك وعلى عدوك.
ألمانيا في يوم القصف الكبير أسقطت على لندن في يوم واحد مائة ألف قنبلة ورفض تشيرشل الاستسلام. ستالينغراد المدينة الروسية التي لم يبقى فيها حجر على حجر لم تستسلم ومن دمارها بدأت مسيرة التحولات الكبرى في اتجاه نتائج الحرب العالمية الثانية ومنها خرج الانتصار السوفياتي وبدأت مسيرة التراجع والهزيمة الألمانية. امّا حكومة فيشي الفرنسية التي استسلمت لهتلر فما زال العار يلحق بها وبفرنسا إلى هذه اللحظة والذي خطّه التاريخ لن يمحى، وكل ذلك تحت مسمى الحفاظ على الأرواح وعلى العمران ولو كان ذلك يعني الغرق بالذل والعمالة للقوة الغاشمة.
فلنتعلم من التاريخ ...
هذه الصور من مدينة لندن وليست من غزّة.
الصهاينة هم الغزاة الطارئون المتوحشون وسوف يرحلون عن أرضنا عاجلاً أو آجلاً.
والشعب الفلسطيني هو صاحب الأرض وصاحب الحق فيها وسينتصر في نهاية المطاف مهما تعاظمت التضحيات بالأرواح والأموال والعمران. معركة طوفان الأقصى هي كمرحلة معركة ستالينغراد.
فلا تخشوا من عظيم التضحيات فمنها سينبت زهر الربيع الآتي. فإما أن نعيش أذلاء ثم نموت أو نعيش بكرامة ولو كان الثمن الاستشهاد. ففي الحالتين سنموت ونرحل. في حالة الاستسلام سيكتب عنا التاريخ بأننا كنّا "فيشيين"، وفي عدم الاستسلام ومقاومة القوة الغاشمة سيكتب عنّا التاريخ بأنّنا فتحنا اتجاه النصر وهذا ما كرّسته معركة طوفان الأقصى في فلسطين ولبنان بدماء وتضحيات شعوبنا المعجونة بالكرامة وعزة النفس والتمسك بالحق.
فعلى أي جانب من التاريخ نريد أن نُكتب؟
هنا يكمن السؤال.
تعليقات: