عدنان سمور: الخيام وأخواتها


عدنان سمور: الخيام وأخواتهاحدثينا يا خيام كيف أنك منذ انطلقت معركة طوفان الاقصى الذي باركنا حوله ، ما زلت قادرة على اجتراح معجزات الصمود والثبات وفرض إرادة شعبك الحر الأبي على اعدائك ، في مواجهتهم ، وهم الوحوش المتغولون على لبنان وفلسطين وكل مستضعف في هذا العالم .

حدثينا يا خيام ، عن السر العميق الذي تخبئينه ، الذي جعلك مع أخواتك ، قرى ومدن الحافة في جبل عامل ، تتحولن الى سورٍ منيعٍ ، يحمي قلاع وحصون أحرار المنطقة والعالم .

حدثينا يا خيام عن البشر الذين جعلوا من باطن أرضك وطناً ومعبداً وجبهة للقتال ، ومصنعاً للرجال المبدعين في صنع الأساطير ، في وقتٍ ولَّى فيه زمن الأساطير .

قولي لنا يا بوابة عاملة ، كيف استطعت انت وعيتا ومارون وكفركلا

وميس ورامية وعيثرون ورب الثلاثين والعديسة وبليدا ومركبا ، ان تفاجئن وتجندلن اعتى وحوش العالم المدججين بأضخم ترسانة امتلكها الإنسان مذ أوجده الله على وجه البسيطة.

حدثينا يا خيام مع اخواتك الرائعات في جبل عامل الفخور بكنَّ ، عن الذي ما زلتن تخبئنه خلف صمودكن وثباتكن من انتصارات للبنان وفلسطين والمنطقة والعالم .

قولي لنا يا خيام ، لماذا ارتضى الله العزيز الجبار إختيارك انت ، مع اخواتك لتكنَّ وانصاركنَّ في هذا العالم ، آخر ما تبقى من الضمير الإنساني ، المكلف نيابة عن كل البشرية ، بحماية الحضارة الإنسانية ، من هجمات الوحوش والغيلان المنحرفين عن الفطرة الإنسانية السليمة .

حِملك مع أخواتك يا خيام ، ثقيلٌ ، ثقيلٌ ، ثقيل ، لدرجة تنوء بحمله الجبال الرواسي ، ورغم عظمة الحمل ، ارتضيتن حمله ، وقبلتن الرهان الذي خاف منه وهرب من من حمله ملايين الملايين من بني البشر ، وسترى البشرية قريباً أن تصديكم لهذه المهمة المستحيلة سيؤدِّي في نهاية هذه المواجهة المصيرية الى الوصول للخلاص والنصر والإقتدار والحرية ، وكسر إرادة اعدائكن الشياطين المتغطرسين والمتعالين والمغرورين ، وإنه رهانٌ لو تعلمين يا خيام عظيم .

كلنا ثقة يا خيام العز والمجد والعظمة ، أنَّه بك وبأخواتك الماجدات من قرى ومدن جبل عامل والبقاع وكل مدينة وقرية ضحت وقدمت في هذه المعركة الواجبة على امتداد الوطن ، انَّ صباح انتصارنا بكنَّ قادم ، وستمتلىء في هذا الصباح الموعود ساحاتكن وسهولكن ووديانكن وهضابكن بأعراس النصر والخلاص ، عندها ستمسكون برسن الوحش الصهيوني والغربي بزعامة اميركا الهائج ، وتعيدونه الى الحضيرة التي هي موطنه الأصلي الذي يليق به ، وستقلنَ يومها للعالم بالفم الملآن وبكلِّ ثقة "إن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا".

لن نقول لك يا خيام وداعاً ، بل الى اللقاء بإذن الله.

تعليقات: