الضاحية في مرمى الغارات.. وعين الحلوة بعين الاشتباك

قوات الاحتلال فخّخت وفجّرت سراي ميس الجبل الحكومي (سوشيال ميديا)
قوات الاحتلال فخّخت وفجّرت سراي ميس الجبل الحكومي (سوشيال ميديا)


الضاحية الجنوبية لبيروت في مرمى الغارات الإسرائيلية مجدداً. هذه المرّة طالت الاستهدافات مناطق جديدة لا سيما محيط الجامعة اللبنانية في الحدث ومن جهة الليلكي وحي السلّم، بالإضافة إلى استهداف مناطق مختلفة، كحارة حريك، برج البراجنة، المريجة، ومنطقة الحدث كاليري سمعان. غارات عنيفة ترددت أصداؤها في العاصمة بيروت والجبل. وبينما وجه المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي تحذيرات لست مناطق في الضاحية، فقد استهدفت الغارات أبنية وشوارع لم يتم التحذير بشأنها.

في موازاة الغارات على الضاحية، كان حزب الله يواصل عملياته ضد مواقع الاحتلال والمستوطنات، مطلقاً المسيّرات باتجاه الأراضي المحتلة. وبالتزامن أيضاً، برز تطور أمني جديد في مخيم عين الحلوة الذي اشتباكات إثر محاولة اغتيال المدعو عمر الناطور وهو مسؤول في جماعة "جند الشام" وأحد المتهمين باغتيال قائد الأمن الوطني الفلسطيني داخل المخيم أبو أشرف العرموشي صيف العام 2023. وبحسب المعلومات فإن الناطور نجا من محاولة الاغتيال. وعلى الإثر اندلعت اشتباكات داخل المخيم، قبل أن تنجح الاتصالات في منع توسع نطاق الاشتباك.

وقد نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي، مساء الجمعة، سلسلة غارات عنيفة استهدفت مدينة صور. وأُفيد عن سقوط عدد من الشهداء والجرحى. فيما أعلن حزب الله في سلسلة بيانات عن عمليات نوعية استهدف فيها قواعد عسكرية ومستوطنات، منها قصف قاعدة تل نوف الجوية جنوبي تل أبيب.

الليلة كانت عنيفة على مدينة صور أيضاً، بعد غارات استهدفت مبانٍ في محيط دوار جنبلاط وشارع صفي الدين في المدينة. وبحسب المعلومات الأولية أدى الاستهداف إلى سقوط 9 شهداء وأكثر من 30 جريحاً، فيما لا تزال عملية الانقاذ مستمرة، وسط مناشدة اهالي المدينة لحاجتهم لعدد كبير من سيارات الاسعاف، والتبرع بالدم لمختلف المستشفيات في المنطقة التي نُقل إليها الجرحى. وتسببت الغارات بإلحاق أضرار جسيمة بالمباني والشقق السكنية المحيطة. ولاحقاً أُفيد عن انتشال 3 ناجين من تحت الأنقاض في صور.


غارات شاملة

ليل الضاحية وصور، لا يختلف عن غيرهما من المناطق التي وقعت في دائرة استهداف الطيران الحربي الإسرائيلي. وأدى القصف المدفعي الذي طال محيط برك رأس العين وسهل القليلة جنوبي صور إلى إصابة 6 أشخاص سوريين. يُذكر أنها المرة الاولى التي تتعرض فيه المنطقة للقصف بالقذائف الثقيلة من عيار 155 ملم.

وفي الغندورية أدى القصف الإسرائيلي إلى استشهاد 4 اشخاص، كما استهدفت طائرة إسرائيليّة بلدة كفررمان. وسقط شهيد و3 جرحى في الغارة الإسرائيليّة على زوطر الشرقية. وتمكنت فرق الصليب الاحمر الدولي والصليب الاحمر اللبناني و"اليونيفيل"، من انتشال اربعة جثامين من تحت الانقاض في وطى الخيام. في حين يستمر البحث للتأكد من عدم وجود المزيد من الشهداء قبل إنهاء البحث.

وفي بعلبك وللمرة الثانية أطلقت إسرائيل منطاداً تجسسيّاً فوق قرى قضاء بعلبك. وأغار الطيران الإسرائيلي أيضاً على بلدة حربتا. وفي البقاع الغربي أدت غارة إسرائيلية على بلدة مجدل بلهيص- قضاء راشيا الوادي، إلى سقوط 3 شهداء وعدد من الجرحى.

يُذكر أنّ الحصيلة الإجمالية لعدد الشهداء والجرحى منذ بدء العدوان، بلغت 3117 شهيداً و13888 جريحاً بحسب وزارة الصحة اللبنانية.


بيان اليونيفيل

وفي إعتداء إسرائيليّ جديد عليها، أعلنت "اليونيفيل" أنّ حفارتين وجرافة تابعة للجيش الإسرائيلي أقدمت يوم أمس على تدمير جزء من سياج وهيكل خرساني في موقع تابع لها في رأس الناقورة. وبحسب اليونيفيل فإنّه "رداً على احتجاجنا العاجل، نفى الجيش الإسرائيلي القيام بأي نشاط داخل موقع اليونيفيل. ونقول إنّ التدمير المتعمد والمباشر من قبل الجيش الإسرائيلي لممتلكات واضحة المعالم تابعة لليونيفيل يشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والقرار 1701. إننا نذكّر مجدداً الجيش الإسرائيلي وجميع الأطراف بالتزامها بضمان سلامة وأمن موظفي الأمم المتحدة وممتلكاتها واحترام حرمة مباني الأمم المتحدة في جميع الأوقات".

بدوره أفاد رئيس بلدية ميس الجبل، عبد المنعم شقير، أن الجيش الإسرائيلي قام بتفخيخ وتفجير مبنى سراي ميس الجبل الحكومي، ما أسفر عن تدمير المبنى بالكامل وإلحاق أضرار جسيمة بالمناطق المحيطة به، بما فيها الأحياء السكنية والمؤسسات التجارية. وأشار شقير إلى أن تدمير السراي جاء ضمن حملة تصعيد عسكرية تنتهجها إسرائيل ضد بلدات الجنوب اللبناني


عمليات الحزب

وفي المقابل، أعلن "حزب الله" في بيان، أنّه قصف عصر اليوم قاعدة تل نوف الجوية جنوبي تل أبيب بصليةٍ من الصواريخ النوعية، ومهاجمته بسرب من المسيّرات الانقضاضية تجمعا لقوات الجيش الإسرائيلي شرق بلدة مارون الراس.

كما أعلن حزب الله أنّه دمر بصاروخ موجه "ناقلة جند إسرائيلية في محيط بلدة كفركلا وأوقعنا من فيها قتلى وجرحى". وللمرة الثانية اليوم، استهدف حزب الله برشقة صاروخية مستوطنة كريات شمونة.

وفي إسرائيل، افادت الجبهة الداخلية الإسرائيلية، أن "صفارات الإنذار تدوي في عكا وبلدات في الجليل الغربي تحذيرا من سقوط صواريخ"، فيما أعلن الجيش الإسرائيلي أنّ سلاح الجوّ نجح باعتراض كافة المسيّرات التي أُطلِقَت من لبنان إلى الجليلين الأعلى والغربيّ.

من جهتها، افادت صحيفة "يسرائيل هيوم"، عن "أنباء أولية عن إصابة مبنى بشكل مباشر بصاروخ في كفرياسيف شرقي عكا". وقامت المروحيات الإسرائيليّة بعمليّة تمشيط في منطقة خليج حيفا، بحثاً عن طائرات مسيّرة أطلقها "حزب الله" من جنوب لبنان. وأُطلِقَت صفارات الإنذار بعد رصد تحليق المسيّرات في سماء فلسطين المحتلة.

إلى ذلك، كشف الجيش الإسرائيلي، عن "إصابة جنديين على جبهة غزة وثالث على جبهة لبنان خلال الساعات الـ24 الأخيرة".


عودة المستوطنين

وفي سياق متصل، تحدثت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن "أزمة" تضرب إسرائيل والسبب "حزب الله"، معتبرة أنّ قرار رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هرتسي هاليفي بعودة مستوطني الشمال يُنذر بأزمة جديدة في الداخل الإسرائيلي. وكان هاليفي اجتمع مع قيادات المستوطنات، برفقة مسؤولين في الجيش الإسرائيلي، وأبلغهم أنه يجب عليهم الاستعداد لعودة المستوطنين خلال الشهر أو الشهرين المقبلين.

وأبلغ هاليفي قيادات المستوطنات بذلك خلال لقائه بهم سراً، بحسب "معاريف"، التي بيّنت أن الاجتماع جاء على خلفية العمليات العسكرية في الشمال، والتعامل مع تهديد حزب الله.

والحديث عن عودة المستوطنين إلى الشمال، تطرق إليه النائب حسن فضل الله في لقاء تلفزيوني مساءً، أكدّ فيه أنّه "لن يعود المستوطنون إلى الشمال إلا عندما يتوقف العدوان"، وقال: "الاحتلال غير قادر على إعادة مستوطني الشمال وتحقيق الهدف الذي أعلن عنه".

فضل الله أكد: "شعارنا اليوم هو منع العدو من تحقيق أهدافه، وقيادة حزب الله على تواصل وتنسيق كامل مع الرئيس نبيه بري وهو من أحرص الناس في الحفاظ على سيادتنا وحرية أرضنا".

تعليقات: